الأنبياء العرب
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عندما سأله أبو ذر عن الأنبياء العرب !
قال : " منهم أربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر "
قال تعالى " وإلى مدين أخاهم شعيبا " .
هو شعيب ابن ميكيل بن يشجن ،
وهو ممن آمن بإبراهيم وهاجر معه ودخل معه دمشق !
كان أهل مدين عربا يسكنون مدينة مدين
التي هي قريبة من أرض معان من أطراف الشام ،
قريبا من بحيرة قوم لوط ، وكانوا بعدهم بمدة قريبة ،
وهم نفسهم أصحاب الأيكة المذكورين في القرآن !
كان أهل مدين كُفارا ، يقطعون السبيل ويخيفون المارة ،
ويعبدون الأيكة ( وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها ) !
وكانوا من أسوأ الناس معاملة ، يبخسون المكيال والميزان ،
ويأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص .
وكانوا يجلسون في طريق المارة ، ويأخذون عُشر أموالهم
ثمنا لمرورهم من الطريق !
فبعث الله إليهم رسولا منهم ، هو شعيب ـ عليه السلام ـ
فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ،
ونهاهم عن بخس الناس أشيائهم وإخافتهم وسرقتهم !
فقال لهم : يا قوم أوفوا المكيال والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ،
فإن رزق الله خير لكم من أخذ أموال الناس .
فقالوا له : يا شعيب ، هل صلاتك التي تؤديها تأمرك بأن تحجر علينا
فلا نعبد إلا إلاهك ، وتأمرنا بترك التعامل الذي ترفضه ونتعامل بما يرضيك
حتى لو لم يكن يرضينا !!
فقال لهم : إن كنت على بينة من ربي أنه أرسلني إليكم ،
ولست آمركم بشيء إلا فعلته قبلكم ،
وما أنهاكم عن شيء إلا تركته قبلكم !
إياكم أن تحملكم مخالفتي وبغضكم ما جئت به
على الاستمرار على الضلال والجهل ، فيحل عليكم
ما حل بقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط !
فكان ردهم : ما نفقه كثيرا مما تقول ، ولا نعقله ،
ولولا قبيلتك وعشيرتك فينا لرجمناك !
قال : تخافون قبيلتي وعشيرتي ولا تخشون الله ،
ولا تراعوني لأني رسول الله !!
وقال : " ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل
فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب ،
وارتقبوا إني معكم رقيب "
فقال أسياد قومه بعد تهديده : لئن اتبعتم شعيبا إنكم لخاسرون !
فقال عليه السلام : " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "
أي احكم بيننا !
فاستجاب الله دعاء نبيه ،
فأصابهم حرّ شديد ، لا ينفعهم معه ماء ولا ظل ،
فهربوا إلى البرية ، فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها ليستظلوا بظلها ،
فرمتهم بشرر وشهب !
فأرسل عليهم رجفة شديدة أسكنت الحركات ،
وصيحة عظيمة أخمدت الأصوات !
فأصبحوا في دارهم جاثمين !
ونجّى اللهُ شعيبا والذين آمنوا معه ،
وأمره الله بالرحيل ،
فنظر إلى مهلك قومه وقال :
" يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ،
فكيف آسى على قوم كافرين " .
ثم رحل إلى مكة
ومات فيها مع المؤمنين
وقبورهم غربي الكعبة !
تحياتي !