بسم الله الرحمن الرحيم
:: بـعـد الخـروج ::
عمل نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ
في رعي الغنم ،
لعشر سنين !
ثم بعدها قرر العودة إلى أهله
في مصر !
وفي أثناء مروره من سيناء أنزل الله مطرا شديداً
بلله وأهله !
ثم رأى نارا في وسط الظلام ،
فقال لأهله " امكثوا إنّي آنست نارا "
فترك أهله في مكانهم ،
وذهب إلى حيث يرى النار ..
باتجاه جبل الطور ..
ثم نوديَ باسمه : " يا موسى إنّي أنا الله رب العالمين "
ففزع موسى ـ عليه السلام ـ
ولكي يهدأ .. كان لا بد من حدوث حوار !
فسأله الله ـ عز وجل ـ : ما هذه التي في يدك !؟
قال : إنها عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ..
فقال ـ سبحانه ـ : ألقها ..
فعندما ألقاها إذا بها حيّة تسعى ،
فخاف موسى وهرب ..
فنودي : أقبل وسنعيدها كما كانت ..
فعادت له عصاه !
ثم أَمره بوضع يده في جناحه ،
" فإذا هي بيضاء من غير سوء "
من غير سوء يعني من دون مرض كالبرص مثلا !
ثم قال له الله ـ سبحانه ـ :
هذه آيتين ، اذهب بها إلى فرعون
وقل له أن يؤمن بالله وحده
وأن يرسل معك بني إسرائيل لتخرج بهم من أرض مصر !
قال موسى :
" ربِ اشرح لي صدري ويسر لي أمري
واحلل عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ،
واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي "
فقال الله :
هو معك نبي أيضا ..
فاذهبا إلى فرعون وأخبراه أنكما رسولان من عند الله !
يقال أن الحكمة في معجزة العصا ،
أن فرعون كان يعبد الثعبان !
أما معجزة اليد ،
فهي رسالة لمن برع في التحنيط !
فشقّ موسى طريقه باتجاه مــصـر
وهو يحمل الرسالة العظيمة إلى فرعون !
فوصل أحياء بني إسرائيل ،
ودخل على أهله ، وأخبر أخاه هارون بمهمتهم الجديدة ،
فخرجا من ديار بني إسرائيل
وانطلقا إلى قصر فرعون !
فاستأذن موسى للدخول على فرعون ،
فأمر فرعون بإدخاله !
كان فرعون رجل ذكي وسياسي مناور ،
وفي أسلوبه استفزاز ، كان يريد بطريقته
أن يُربك سيدنا موسى
في أول لقاء لهما بعد 10 سنين
وفي حضور آسيا وبقية الحاشية ..:
قال فرعون : ما الذي جاء بك ؟
فردّ موسى : إنّا رسولا ربك ، فأرسل معنا بني إسرائيل ..
قال : ألم نربّك صغيرا في قصرنا ، وعشت بيننا
إلى أن قتلت ذاك الرجل وهربت !
قال موسى : نعم لقد فعلتها ولكن خطأً لم أقصد ،
ففررت منكم لما خفتكم ، فوهب لي ربي حكما
وأرسلني رسولا إليكم ،
وكيف تمنّ علي وأنت من جعل بني إسرائيل عبيدا ،
فلولا إذلالك لهم لما أُلقيت في النهر لكي تلتقطوني أنتم !
سكت فرعون هنا ..
وبدأ في حوار جديد !
قال فرعون : فمن ربكما يا موسى ؟
فقال : رب السماوات والأرض وما بينهما !
فقال لمن حوله : ألا تسمعون ، لقد ألغى جميع آلهاتكم ؟
( صورة توضح الآلهة المتعددة في مصر القديمة )
فقال : ربكم ورب آبائكم الأولين !
قال : إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون !
فقال موسى : ربكم ورب المشرق والمغرب .. وهذا لأنهم كانوا يعتقدون
أن هناك إله للشرق وإله للغرب !
قال : لئن اتخذت إلاهاً غيري لأجعلنك من المسجونين !
هنا فكّر موسى ـ عليه السلام ـ في أن فرعون بالفعل
قادر على أن يسجنه ..
فتدارك موقفه ..!
وقال : حسناً ، هل ستصدق إذا جئتك بمعجزة ؟!
قال : فائت به إن كنت صادقاً !
فألقى موسى عصاه ، فإذا هي ثعبان مبين
وأخرج يده فإذا هي شديدة البياض !
ففزع فرعون وقال لحاشيته : إن هذا إلا ساحر ، يريد أن يخرجكم
من أرضكم بسحره ، فماذا تأمرون ؟
قالوا : اتركه هو وأخاه ، واجمع أمهر السحرة
وليتقابلوا في مواجهة مباشرة !
فقال موسى : فليكن هذا في يوم الزينة ( وهو يوم عيد وطني عندهم )
وليحضر الناس ليشاهدوا المواجهة !
فقال فرعون : OK ..