السبت، مارس 26، 2011

العودة إلى السّـماء ( 6 )





  


عندما نجا موسى ـ عليه السلام ـ وقومه ،
مرّوا من قوم يعبدون العجل ويسجدون له ،
فقال قوم موسى : اجعل لنا إلاهاً مثل إلاههم نراه ونعبده !

فقال لهم موسى : هذا العجل الذي يعبدونه إنما هو حجر صنعوه بأيديهم
لا يضر ولا يسمع ولا يجيب ،
بينما إلاهكم الحق هو الذي شق لكم البحر ونجّاكم من فرعون وجنوده ،
وهو الذي يسمع ويجيب وينفع ويضر !

فاستجابوا لما قاله .. ثم ذهب موسى إلى جبل الطور ليكلمه الله
وينزل عليه التوراة التي فيها الأوامر والنواهي والطريق الذي عليهم اتباعه ..!

في تلك الأثناء كان هناك شخص من قوم موسى اسمه [ السامريّ ]
استغل غياب موسى ، فصنع من حلي القوم عجل من ذهب ..
وصنع فيه فتحتين حيث إذا حدثت رياح تخرج منه أصوات
فكانوا يعتقدون أنه يخاطبهم ويرد عليهم !



فأخبر الله ـ سبحانه ـ موسى ـ عليه السلام ـ
بما فعله قومه في غيابه من عبادة العجل ..

وعاد إليهم سريعاً .. وألقى الألواح التي فيها التوراة غاضباً ..
وقال : ذهبت للقاء ربي ، فاستعجلتم عصيانه بعبادة هذا العجل !

فردوا عليه : إنما صنعه لنا السامري وأخبرنا أنه ربنا ..

فقال : إن السامري هذا قد أغضب الله ، لكن أنتم أين هي عقولكم !

فندموا وتابوا إلى الله ..
وقال الله ـ سبحانه ـ عنهم " والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها
وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "



ثم أخذ الألواح وأخبرهم بأوامر الله التي فيها ،
وأخبرهم بأن الله يريد منهم سبعين رجلاً
ليذهبوا معه إلى الجبل الذي كلمه الله عليه ليعتذروا بالنيابة عن قومهم
عن عبادة العجل ..

فلما ذهبو معه واقتربوا من الجبل ، فصعدوا مع موسى ..
فكان يأخذ الأوامر من الله ويقولها لهم ..

فقالوا له : لن نؤمن بالله حتى نراه بأعيننا !



فأخذتهم الصاعقة حتى ماتوا جميعاً ،
فدعا موسى ربّه بأن يعيدهم فهم كبار قومه ،
وقد يؤذى في حال عاد بدونهم !

فاستجاب له الله ـ عز وجل ـ
وأعاد إليهم الحياة ، وعادوا مع موسى إلى قومهم مؤمنين بالله
يأمرونهم بما يأمرهم به موسى ، وينهونهم عن ما ينهاهم به !

فانتشر الإيمان بينهم ..!



ثم جاء أمر الله بدخول الأرض المقدسّة وقتال الجبارين الذين فيها ..
فرفض قومه ، وقالوا : اذهب أنت وربك فقاتلا ، أما نحن سنبقى حيث نحن !

فعاقبهم الله بالتيه في الأرض 40 سنة ،
يعيشون فيها في الصحراء ، ولا يستطيعون دخول هذه الأرض !

مات موسى ـ عليه السلام ـ خلال هذه السنين ،
وأوكل الأمر من بعده إلى يوشع بن نون ـ عليه السلام ـ

وبعد انقضاء الأربعون سنة ، دخل بقومه الأرض المقدسة
وقتل أكثر من ثلاثين ملكاً ..
ووصل لباب المدينة ، فأمر جيشه بأمر الله أن يدخلوا المدينة
وهم راكعون تواضعاً وشكراً لله ـ عز وجل ـ على نعمة الفتح العظيم الذي وعدهم به..
وأن يقولوا : حــطّــة ..
 أي حط عنّا خطايانا !

فاستكبر القوم بعد هذا النصر وخالفوا أمر نبيهم قولاً وفعلاً ،
فدخلوا الباب يزحفون على أدبارهم ويقولون : حطة حبة في شعرة !

فخالفوا بهذا أمر الله ، فعاقبهم الله بالطاعون !

ثم استقروا في الأرض المقدسة ، وحكم فيها نبي الله يوشع 27 سنة
وكان يحكمهم بكتاب الله التوارة ، حتى توفي !





يتبع ..


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



السبت، مارس 19، 2011

العودة إلى السّـماء ( 5 )





  

وصل عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله ـ سبحانه ـ

100.024 نبي ..!


دعوتهم .. وهدفهم .. واحد ..

من سيدنا آدم إلى سيدنا محمد

مروراً بإبراهيم الخليل وابنيه إسحاق وإسماعيل

ويعقوب وشعيب وأيوب ويونس وموسى وداوود وسليمان وعيسى


جميعهم قالوا : " اعبدوا الله وحده "


بالرغم من اختلاف مناطقهم التي أرسلوا إليها

واختلاف لغاتهم ، واختلاف أجناسهم ..

إلا أن رسالتهم واحدة ..!



ابن آدم الذي يسكن الأرض ،
يحنّ دائما إلى السّماء بيته الأول ..

ويحنّ إلى ربّه الذي وعده بـالعودة إلى السماء
إن كان يطيعه ويعبده ويرفض وساوس الشيطان وأعوانه !



طريق العودة [ واضح ]

لكن الشيطان قد وعد الله بأنه سيكون سبباً
في ضياع ابن آدم وانحرافه ..

وقد وعده الله بأن الناس الذين يتبعون الحق
لن يتضرروا منه ولن يصدّقوه مهما فعل ..

ولذلك فإن الشيطان يأتي للإنسان من نوافذ غير متوقعة ،
ولذلك يتبعه الكثير من ضعيفي الإيمان ..

فإن الله في المقابل قد أرسل الأنبياء إلى الناس ليرشدوهم إلى الصواب
وليبينوا لهم الأخطاء التي عليهم تجنبها ..!



في زمن الفراعنة القديم ،
كان الناس يعبدون آلهة اسمها [ آمون ]
ويعبدون غيره الكثير كما ثبت في التاريخ ..



كان بنو إسرائيل من سكّان مصر ،
وكانوا يعبدون ما يعبده أهل مصر من أصنام ..

فبعث الله إليهم نبيه موسى ـ عليه السلام ـ
لينقذهم مما هم فيه من الظلم والضياع ..

ودعاهم إلى اتباعه وترك الأصنام ، فاتبعه الكثير منهم ،
وذهب إلى قصر فرعون ودعاه ، لكنه أبى وأصرّ على طغيانه
بل أنه أمر بقتل جميع من يصدق موسى ويؤمن بالله وحده !



فأمر الله ـ سبحانه ـ نبيه موسى ـ عليه السلام ـ
بنفس ما أمر به الأنبياء من قبله ،
بأن يأخذ معه المؤمنين به ويخرج من هذه الديار ..

وبالفعل ، انطلق موسى ببني إسرائيل ومن آمن معه من غيرهم ،
وأنقذ الله المؤمنين بأن أمر البحر بالانشقاق حتى يسلكه موسى ومن معه ..!

وبعد وصولهم إلى الضفة الأخرى ،
أمر الله البحر بأن يعود كما كان لكي يغرق فرعون وجنوده !





يتبع ..


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



الثلاثاء، مارس 15، 2011

العودة إلى السّـماء ( 4 )





 
http://www12.0zz0.com/2011/03/13/15/269422235.jpg

توفي نوح ـ عليه السلام ـ بعد الطوفان بـ 300 سنة ،
وأوصى أبناءه وقومه من بعده بأن يستمروا في توحيد الله ..
وبالفعل .. لم يكن يُعبد على الأرض إلا الله وحده !

إلى أن تعاقبت أجيال كثيرة وبدأت تنحرف عقائد الناس ،
ولم يعودوا يؤمنوا بالإله الذي لا يُرى ..

وكان من هؤلاء الناس قبيلة اسمها ( عاد )
هذه القبيلة لم تعد تتعلق بالله ، بل تريد شيء ملموس كغيرها من الأقوام ..

فتصوروا لهم آلهة ملموسة يقدسونها 
فصنعوا لهم ثلاثة أصنام : صــدا .. صمودا .. هــرا



فعبدوها وتقربوا إليها
باعتبارها الرب الذي ينفع ويرزق ويعطي ..

فأرسل الله إليهم نبيه هود ـ عليه السلام ـ 
وأمرهم بعبادة الله وطاعته وبالاستغفار ، ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخرة ،
وتوعدهم إن هم خالفوه بعقوبة الدنيا والآخرة ..

فقالوا له : إن هذا اللي تدعونا إليه شيء من تخيّلك
كما أننا نظن أنك تكذب في دعواك بأن الله أرسلك ..

فردّ عليهم : ليس هذا من تخيّلي ، إنما أنا بالفعل رسول من رب العالمين ،
وأدعوكم لعبادته وحده وترك هذه الأصنام ..

فقالوا : لم تئتنا بشيء خارق لنصدقك ونترك هذه الأصنام ،
وقد تكون الآلهة قد غضبت عليك فأصابتك بالجنون !


فتحدّاهم : إني أشهد أن الله هو الإله الحق ، وإني أتبرأ من هذه الأصنام ،
فلتضرني إن كانت تستطيع ؟!

فقالوا : أتريدنا أن نعبد الله وحده ! وأن نترك ما كان يعبد أباءنا والكبار من قومنا ،
إن كنت على حق فقل لإلهك أن يرينا هذا العقاب الذي تتوعدنا به !



فتركهم هود ، ودعا ربه : أنّي قد دعوتهم وكذبوني وآذوني ،
فأنزل عليهم غضبك !

فأمره الله ـ سبحانه ـ أن يخرج من البلدة هو ومن آمن معه ..

فأرسل الله عليهم ريحاً شديدة الهبوب ، شديدة البرودة ،
استمرت ثمانية أيام حتى قضت عليهم جميعاً !!



وفي أرض كنعان والجزيرة والشام كان أهلها يعبدون الكواكب السبعة ،
وكانوا يستقبلون القطب الشمالي ويعبدون الكواكب بأنواع من الأفعال والأقوال ..

فعملوا هيكل لكل كوكب منها ، وكانوا يقدمون لها القرابين
ويعملون لها الأعياد !

http://www10.0zz0.com/2011/03/13/17/808077458.jpg

في ذلك الوقت .. كان كل من على وجه الأرض كافراً
سوى إبراهيم ـ عليه السلام ـ وامرأته وابن أخيه لوط ـ عليه السلام ـ ..

وكان إبراهيم هو الذي أرسله الله ليزيل تلك الشرور ،
وينهي ذلك الضلال والضياع ..!

بدأ إبراهيم دعوته بأبيه ، وكان أبوه ممن يعبد الأصنام ..
فخاطبه : يا أبي إني قد جاءني العلم من رب العالمين ،
فلا تطيع الشيطان وتسجد لهذه الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ..!

وردّ عليه : إن كنت لا ترغب بعبادة هذه الأصنام فاتركها ،
أما أنا فلن أدعها !

فقال إبراهيم ـ عليه السلام ـ : سأترك لكم آلهتكم
وأدعو ربي وحده عساه أن يغفر لي !



وخاطب قومه بنفس ما قاله لأبيه ،
وكان ردهم : لن نترك ما كان عليه آباءنا .

فقرر إبراهيم ـ عليه السلام ـ أن يهدم هذه الأصنام ..
ففي يوم الزينة [ يوم العيد ] خرج جميع من في البلدة إلى ساحة خارجها
وذلك بعد أن قدّموا الطعام والمال للآلهة ..

واعتذر منهم وقال لهم أنّه مريض ولا يستطيع مرافقتهم ..
فخرجوا جميعا .. وانفرد ـ عليه السلام ـ بالأصنام !



فنظر إلى الطعام الذي ما زال على حاله ،
وخاطبهم باستهزاء : لمَ لا تأكلوا ؟
لمَ لا تنطقوا ؟

ثم حطّمهم بيديه ، وترك أكبر الأصنام لعلهم إن رجعوا يسألونه
عن من حطّم بقية الأصنام !

وعندما عادوا ، ورأوا ما حصل لآلهتم ،
تذكروا بقاء إبراهيم في البلدة ،
فاستدعوه وسألوه : هل أنت من حطّم آلهتنا ؟
فقال : إنما حطمهم كبيرهم هذا ، واسألوهم إن كانوا قادرين على الرد !

كان يريد أن يعترفوا بأنها لا تنطق ،
لكنهم للأسف عاندوا ، وعرفوا أنه إنما يستهزئ بهم ،
فقرروا قتله بإلقائه في النار !

http://www14.0zz0.com/2011/03/14/20/174608992.jpg

فقيدوه وألقوه في النار ،
وهو يقول : لا إله إلا أنت سبحانك ، لك الحمد ولك الملك
لا شريك لك ، حسبي الله ونعم الوكيل !

فأنجاه الله من النار ، وأمر النار بأن تكون برداً وسلاماً عليه و لا تضره !

وبعدها هجر قومه ورحل إلى الشام ثم مصر ،
ثم رزقه الله بابنين [ إسماعيل و إسحاق ـ عليهما السلام ]
وكانا نبيين كأبيهما !



ثم أمره الله بأن يرحل إلى مكة مع ابنه إسماعيل ،
ليبني هناك أول بيت لله في هذه الأرض .

واستمر هو وأبناؤه على عبادة الله وحده
ودعوة الناس إلى ذلك !




يتبع ..


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



الجمعة، مارس 11، 2011

ربّ اغفر لي ..





 

:: ربِّ اغـفـر لي ::




الله يلعنك ، يا ملعونـ/هـ ، الله يحرقك
الله يصيبك ، الله يآخذك ..

هذه الكلمات أصبحت على ألسنتنا ،
ونسمعها دائما بين الأخوة والأصدقاء ( على أساس يمونون على بعض )
ولو كانت النية فيها [ مزحة ] وكلام لا نعنيه ..

لكن هذه الكلمات كلمات قوية وخطيرة جداً ..
ومهما كانت النية فعلينا أن لا نقولها لبعضنا !



الطرد من الرحمة ،
التضييق على النفس في المال والصحة ..
وقد تُستجاب الدعوة .. حتى لو كانت عندنا مجرد كلمة عابرة !

ثم نسأل الله أن يبسط علينا في الرزق ،
وأن ينزل علينا المطر ، وأن يهوّن علينا الأمور ..

فكيف سيستجيب لنا ونحن ندعو في الكفتين ؟



وفي حديث في صحيح البخاري
قال ـ عليه السلام ـ : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنّة " !

وفي حديث آخر
يقول ـ عليه السلام ـ : " أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك " !



عوّض سبك ولعنك بالاستغفار
وتناسى هذه الألفاظ حتى تنساها !

كلنا نريد الأمطار ونريد أن يقل الجفاف والغبار ..
وكلنا نريد الخير يعم علينا ،
ونريد الرزق يخرج لنا من الأرض ومن السماء ..
وهذا لن يكون ونحن نسب ونلعن !

" استغفروا الله ثم توبوا إليه يمتّعكم متاعاً حسنا "
وهي راحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس !

" استغفروا ربكم ثو توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً
ويزدكم قوة إلى قوتكم "
وهي قوة الجسم والصحة والسلامة من العاهات والأمراض !

" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا
ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " سنن أبي داوود !

" إن الشيطان قال : وعزّتك يا رب لا ابرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،
قال الرب : وعزّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني " رواه الإمام أحمد !


استغفر الله وأتوب إليه !


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif