الجمعة، سبتمبر 24، 2010

<> الـجــوري <> موسى ـ عليه السلام ـ 2

بسم الله الرحمن الرحيم



:: ولادته ::

<< إنّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً ،

يستضعف طائفة منهم ، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم

إنّه كان من المفسدين >>


كانت أم موسى في زيارات الجنود لها ،
تقوم بالتبادل مع احدى الجارات والاختباء في منزلها ،
حتى ينتهي تفقد الجنود لنساء بني إسرائيل ،
ثم تعود إلى بيتها !

وعندما وضعت أم موسى ، خافت على ابنها الذكر ،
فألهمها الله بوضعه في التابوت ( سرير طفل )
ثم ألقته في النهر ..

" وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم
ولا تخافي ولا تحزني ، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين "




وعندما ألقته ..

" وقالت لأخته قصّيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون "


فلحقت به أخته تراقب أين سيصل ..

فرأته يستقر عند الضفة الأخرى

أمام قصر فرعون !


فعادت إلى أمه .. وأخبرتها ..

والقرآن يصف حال أمه من هول ما سمعته :

" وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ، إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها " ..


لقد ألقت به في الماء لكي لا يصل إليه فرعون ،

وها هو اليم يسوقه إلى قصر فرعون !



ثم صادف خروج آسيا بنت مزاحم ( زوجة فرعون ) وكانت لا تنجب ..
فهمّ الجنود على قتله ..
فقالت : لا تقتلوه ، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ..

فقبل فرعون بأن يبقى في قصره !

فاختارت له آسيا اسم موسى ،
ومعناه باللغة المصرية القديمة
مو : ماء ....... سى : ملتقط
فأصبح اسمه الملتقط من الماء
أو ابن الماء في لغة أخرى !


ثم صاح موسى جائعا ..
فاجتمعت المرضعات ، ورفضهنّ جميعا ..
فدخلت أخته مريم عليهم ،
وقالت : هل أدلكم على من ترضعه ؟
فقال فرعون : هل تعرفينه ؟
قالت : لا .
قال : من أنتِ ؟
قالت : فتاة من بني إسرائيل .
قال : من المرضعة ؟
قالت : هي أمي ، امرأة طيبة اللبن لا يأتي إليها
صبي إلا قبِلها .
قال : ولمَ تريدون إرضاعه ؟
قالت : نبتغي الأجر !

فاستدعوا أكايبد ( اسم أم موسى )
فأرضعته ..
فقال فرعون .. ترضعينه هنا ..
قالت : بل في بيتي ..
فرضي ..

قد ألقت به أمه قبل الظهر ..
وعاد إليها عصر نفس اليوم !


وها هو موسى ـ عليه السلام ـ
سيعيش سنتين بين أهله في الضفة الأخرى من النهر
إلى الفِطام !



عودته إلى القصر




بعد سنين الفطام ، عاد موسى إلى قصر فرعون كـ ( أمير )
فتربى وتلقى أفضل العلوم ..
وكان يزور أمه ( مرضعته كما يظنّها )
ونشأت بينه وبين أخيه هارون علاقة صداقة متينة ..

وعندما شاهدت هذا أمه ..
وكان في بداية شبابه ..
أخبرته بسرّ بني إسرائيل ،
وأخبرته بقصة يوسف وقدوم أهله ،
وعدله وحب الناس له ،
وعندما شعرت بأنه قد بدأ يميل إلى يوسف ويعجب بشخصه ،
قالت له : إنه جدّي .
فقال : وكيف وصل بكم الحال إلى هنا ؟
فأخبرته بالقصة ، وكيف كان فرعون يقتل الأطفال ..
ثم أخبرته بأنه ابنها ، وأنها ألقت به في الماء خوفاً عليه ..

وعندما سمع موسى بهذا ..
ولا يكاد يصدق ..
طلبت منه أن يعود إلى القصر ،
وأن يكمل حياته المعتادة إلى أن يكبر ليتكمن من حفظ نفسه ،
فعاد إلى القصر ..



" ولمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه حكما وعلما "

وهذا في سنّ الثلاثين ، كان عليه أن يختار بين حياة الرفاهية
وحياة أهله الفقيرة في الجهة المقابلة من النيل ..

فاختار أهله .. وهو إلى الآن لم يكلف كـ نبي !
رأى ما يعانيه أهله من الجوع والتشرد والذل ،
فبدأ يجمعهم حوله , ويخبرهم بأنه آن الأوان للحرية ..
لكن البعض شكك في صدقه فهو أمير في قصر عدوهم !!

فكان لا بد أن يواجه اختبار صعب ..

فشاء الله أن يمر موسى برجلين يقتتلان ،
فرأى أحد أتباع فرعون يتقاتل مع أحد أبناء بني إسرائيل ،
فاستجاره الذي من شيعته أي من أهله ،
فأتى و ( وكــز ) جندي فرعون
أي ( أعطاه بُـكس كما نقول )

وكان موسى قوي البنية ،
فسقط الجندي ومات !



فرأى بنو إسرائيل هذا المشهد ..
فصدّقوا أنه في صفهم !




يتــبـــــع ....


ليست هناك تعليقات: