الجمعة، سبتمبر 24، 2010

<> الـجــوري <> موسى ـ عليه السلام ـ 3



:: خــروجـــه ::

عندما علم فرعون بقتل أحد جنوده وحاشيته ،
أمر بإجراء تحقيق على مستوى المنطقة !

أما موسى فخاف وظل ينتظر ردة الفعل !

" فأصبح في المدينة خائفاً يترقب ، إذا الذي استنصره بالأمس
يستصرخه "

وهذا بعد أن نصر الإسرائيلي على حساب المصري ،
فإذا به في اليوم الثاني ، نفس الإسرائيلي يعتدي على أحد الجنود المصريين ،

فعندما رآه موسى قال : إنك لغوي مبين ،
أي أنه علم أن هذا الإسرائيلي هو سبب المشاكل ..

ثم رأى أن المصري قد تمكن من الإسرائيلي ،
فهمّ موسى إلى أن ينصر الإسرائيلي ،
لكن الإسرائيلي ظن أنه سينصر المصري ..

فقال الإسرائيلي : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس !

فسمع هذا الكلام المصري ، فعرف من قتل الجندي الذي بالأمس ،
فتركهم وعاد إلى القصر ،
وقال لفرعون : لقد عرفت القاتل ، إنه الأمير موسى !


فتذكّر فرعون أن موسى أتى من الماء ، وقد يكون أتى من الأحياء الإسرائيلية
فقال : هل يعقل أن يكون هو الذي رأيته في منامي يحطّم عرشي !


فأصدر القرار بـ قتله !



وكان من بين مستشاريه في القصر ، رجلٌ يحب موسى ( سيُذكر لاحقا )
فعندما سمع القرار بالقتل ..
خرج مسرعاً ..

" ثم جاء من أقصى المدينة يسعى ، قال : يا موسى إن القوم
يأتمرون إلى قتلك ، فاخرج إني لك من الناصحين " .

فاستجاب موسى ..
وقرر ( الخروج ) !



:: خروجه من مصر
وعمره 30 سنة ::


( المنطقة الخضراء هي حدود دولة فرعون )

خرج إلى مدين وتبعد 1000 كلم عن المنطقة التي كان يعيش فيها
مشيا على الأقدام !
قال ابن عباس : سقط نعله وسقط جلد رجله وسقطت أظافره !

ودخل مدين بعد 8 أيام من خروجه من مصر ..
( مدين هم قوم نبي الله شعيب )

فوجد جماعة من الناس يسقون من بئر ،
وكان يدخل الأقوياء قبل الجميع ..!


( هذه الفتحة هي بئر مدين ، ويقع في الأردن )

فرأى امرأتين جالستان بعيدا عن الجمع ،
فذهب إليهما وقال : ما خطبكما لا تردان ؟
قالتا : لا نسقي حتى ينتهي الرجال ،
وأبونا شيخ كبير لا يستطيع أن يأتي !

<<< وش حكم الاختلاط يا غامدي ؟

فأخذ وعاءهما ليملأه ..
يقول ابن عباس : حتى أنّه لم يدرك أن يشرب ،
لقد سبقته الرحمة من أجل المرأتين !



يقال في رواية :

أن القوم عندما رأوه ورأوا بنيته القوية وضعوا حجر كبير في الفتحة ،
حتى لا يدخل ..
وكان يحمل هذا الحجر عشرة رجال ،
فقدم موسى وحملها وحده وأزاحها ..!

عندما وصفه نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رحلة المعراج قال :
فرأيت موسى طوّالا ( مبالغة في الطول )
مفتول العضل ، أجعد الشعر !


فأعطى المرأتين دلوهما ..
وانفضّ الناس وعادوا منازلهم ..

وظلّ موسى تحت شجرة ، يناجي ربه ويقول :
" ربّ إني لما أنزلت إليّ من خير فقير "
فهو لم يعد يملك أهل ولا مال ولا مأوى !


عادت المرأتين إلى أبيهما ،
فقال : ما الذي أعادكما بسرعة ؟
فقالتا : شاب عجيب قوي شهم سقى لنا !
وكان الشيخ ذو فراسة ، فأمر ابنته بأن تستدعيه ليكرمه !

فذهبت إلى موسى وقالت :
إن أبي يدعوك ليسقيك أجر ما سقيت لنا !

فذهب معها ، وكان يمشي أمامها ،
وكانت هي تقوم برمي الحصى أمامه ليعرف الطريق من دون أن تكلمه !

فدخل على أبيها وأخبرها بقصته ،
فقال له الشيخ : لا تخف نجوت من القوم الظالمين !


فقالت البنت لأبيها : يا أبتِ استأجره فهو قويّ أمين !

فقال الأب لموسى : إني سأزوجك احدى ابنتي هاتين ،
على أن تعمل عندي ثماني سنين فإذا أردت أن تتمها عشرا فلك هذا ..

فوافق موسى على هذا العرض ..



فرعى الغنم بعد أن كان سيداً في قصر فرعون ،
وكوّن لنفسه عائلة جديدة في بلد جديد !




يتبع ..


ليست هناك تعليقات: