الخميس، يونيو 16، 2011

:: الـمــدآئــن ::





  


:: الـمــدآئــن ::



بعد أن فتح المسلمون دمشق في زمن عمر بن الخطّاب ..

أراد الخليفة أن يوجه جيشاً آخر إلى العراق ليقضي على نفوذ الفرس فيها ..!

وذلك في السنة 16 هـ ..

وكانت المدائن هي عاصمة الإمبراطورة الفارسية ..!



فأرسل عمر بن الخطّاب جيشاً بقيادة سعد بن أبي وقّاص ،

فوصل بجيشه البالغ 60 ألف فارس إلى نهر دجلة ،

وكانت المدآئن بعد النهر ..!


لم يتمكن الجيش من الحصول على السفن لعبور النهر ،

وكان نهر دجلة قد زاد واسودّ ماؤه ،

وسمع سعد بن أبي وقاص أن كسرى عازم على أخذ أمواله وأمتعته

من المدائن وسيرحل بعد ثلاث أيام ..!



فجمع جيشه ، فخطبهم :

وقد رأيت أن تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا ،

ألا إنّي قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم ..!


فقالوا جميعا : عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل ..!


فكان أول من عبر النهر بفرسه [ عاصم بن عمرو ] مع 60 رجلاً ،

فاقتحموا النهر بخيولهم ، ولحق بهم الجيش كله ..!


جيش قوامه 60 فارساً ، يعبرون نهراً أما عدوهم الفارسي ،

ولا يغرق منهم أحد حتى وصلوا الضفة المقابلة ..


ولمّا رآهم الفرس كانوا يقولون : ديواناً ديواناً ، أي : مجانين مجانين ..!



واستعدّ لهم الجيش الفارسي بالسهام والرماح ،

ولكن عاصم بن عمرو تدارك الموقف

وأمر رجاله بتجهيز رماحهم ويصيبوا بها عيون خيل الفرس ..

فاضطرب الجيش الفارسي ، وانسحب مهزوماً فزعاً ..


فدخل المسلمون المدائن فاتحين منتصرين ،

وغنموا ما تحويه من نفائس و ذخائر بعد أن فرّ كسرى تاركاً خلفه ما عجز عن حمله ..!



ودخل سعد بن أبي وقاص القصر الأبيض بالمدائن ،

وانتهى إلى ديوان كسرى ،

وهو يقرأ قوله تعالى :

" كم تركوا من جنّات وعيون ،

وزروع ومقام كريم ،

ونعمةٍ كانوا فيها فاكهين ،

كذلك وأورثناها قوماً آخرين " ..!


ثم أرسل من يلحق بكسرى ، فقُتِل وأُخذ تاجه وحليّه ،

ووجدوا في قصره كنوزاً عظيمة وتحفاً فاخرة ،

فاستحوذ عليها المسلمون ،

وقسّم سعد أربعة أخماس الغنائم عليهم

وأرسل بالخُمس مع بشير بن الخصاصية إلى عمر بن الخطّاب ..!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وعندما وصلت هذه الكنوز العظيمة إلى عمر

نظر إليها متعجباً وهو يقول :

إنّ أقواماً أدّوا هذا لذوو أمانة ..!


فردّ عليه علي بن أبي طالب :

إنك تعفّفت فعفّت الرعية ..!


وبعد هذه المعركة زادت ميزانية الدولة الإسلامية ،

وزاد عمر بن الخطاب من الدخل الخاص للفرد ،

واغتنى المسلمون من بعد فتح المدآئن ،

حتى أنّ عمر قد أوصى للرضيع المسلم بدخل خاص ..!


ولهذا ، نرى أن الفرس وأتباعهم من الشيعة

يكرهون عمر بن الخطّاب ـ رضي الله عنه ـ

لدرجة أنهم قد بنوا لقاتله مزاراً في إيران ..!!



ـ، ألا عُمرَ الفاروق هلْ لكَ عودةٌ ،ـ

ـ، فإن كلابَ الفُرسِ تنهى وتأمرُ ،ـ



 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 






ليست هناك تعليقات: