الثلاثاء، يونيو 14، 2011

آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه !









آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه  



يُقال هذا المثل عندما يغلب المظهر على المضمون ،
فننخدع بمظهر أحدهم ثم يتبيّن لنا فيما بعد أن هيئته لم تدلنا على حقيقته .

وهذا ما حدث للإمام أبي حنيفة النعمان ،
الإمام الأعظم الذي ملأ الأرض علماً وفتوى ،
وهو من يُنسب إليه المذهب السنّي الحنفي ..

ولكن خابته فراسته لأجل المظهر ، ورغم قوة فراسه ودقّة ملاحظته
وشدّة ذكاءه التي لا تقران مع أحد من معاصريه ..!

كان أبو حنيفة يجلس مع تلامذته في المسجد ، وكان يمد رجليه بسبب آلام في الركبة قد أصابته ،
وكان قد استأذن طلابه أن يمد رجليه لأجل ذلك العذر ..

وبينما هو يعطي الدرس مادّاً قدميه إلى الأمام ،
إذ جاء إلى المجلس رجلٌ عليه أمارات الوقار والحشمة ..
فقد كان يلبس ملابس بيضاء نظيفة ذو لحية كثّة عظيمة ،
فجلس بين تلامذة الإمام ..

فما كان من أبي حنيفة إلا أن عقص رجليه إلى الخلف ثم طواهما
وتربع تربع الأديب الجليل أمام ذلك الشيخ الوقور
وقد كان يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر .

وكان التلامذة يكتبون ما يقوله الإمام وكان الشيخ الوقور
يراقبهم وينظر إليهم من طرف خفي ..

فقال لأبي حنيفة دون سابق استئذان : يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني ..
 فشعر أبو حنيفة أنه أمام مسئول رباني ذو علم واسع واطلاع عظيم
فقال له : تفضل واسأل ..!


فقال الرجل : أجبني إن كنت عالما يُتَّكل عليه في الفتوى ، متى يفطر الصائم ؟

ظن أبا حنيفة أن السؤال فيه مكيدة معينة أو نكتة عميقة لا يدركها علم أبي حنيفة .

فأجابه على حذر : يفطر إذا غربت الشمس .


فقال الرجل بعد إجابة أبي حنيفة ووجهه ينطق بالجدِّ والحزم والعجلة

وكأنه وجد على أبي حنيفة حجة بالغة وممسكاً محرجاً :
وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم يا أبا حنيفة فمتى يُفطر الصائم ؟!


وبعد أن تكشّف الأمر وظهر ما في الصدور و بان ما وراء اللباس الوقور ،

قال أبو حنيفة قولته المشهورة التي ذهبت مثلاً

وقد كُتِبَتْ في طيات مجلدات السِّيَر بماء الذهب : آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه .


تُـرى كم من صواحب لأبي حنيفة في هذا الزمان ؟

و كم من مظهر يخون المرء ؟

وكم من رجل حسن اللباس

لائق الهندام

إذا دخلت معه في محاكّة صغيرة فإذا به يظهر مُفلس ..!



 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 






ليست هناك تعليقات: