الأربعاء، يونيو 22، 2011

الريال السعودي .. الكارثة القادمة





  

الريال السعودي .. الكارثة القادمة




كلنا لاحظنا في الفترة الأخيرة إعلانات البنوك
التي خفّضت سعر الفائدة على الإقتراض ..

ولكن هل تساءلت لماذا تفعل البنوك هذا ،،
ولماذا الآن بالذات ؟؟

ببساطة .. لأن مؤسسة النقد خفضت بدورها سعر الفائدة ..
ولن قبل ذلك .. ما هو سعر الفائدة ؟؟

سعر الفائدة .. هو الأداة التي تستخدمها البنوك المركزية
في دولة ما للتحكم في الإنفاق ..
فإذا أرادت الحكومة أن تحث الناس على الإنفاق خفّضت سعر الفائدة ،
لأن الناس سيقترضون أكثر ، وبالتالي ينفقون أكثر ..
والعكس صحيح ، فعند ارتفاع سعر الفائدة سينصرف الناس عن الاقتراض
ويميلون للإدّخار ..!

هذه ليست نهاية القصة ..
فسعر الفائدة المنخفض سيقود للتضخم ..

والتضخم كما تعرفون هو ارتفاع أسعار السلع والخدمات
نظراً لتوفر السيولة في الأسواق ..!

سعر فائدة منخفض > اقتراض أكثر
> إنفاق أكثر > توفر سيولة أكثر > تضخم ( ارتفاع الأسعار ) !
سعر فائدة مرتفع
> اقتراض أقل > إنفاق أقل > توفر سيولة أقل > انكماش ( انخفاض الأسعار ) !


ولكن ما علاقة كل هذا بالريال السعودي ؟

نظراً لاتخاذ حكومتنا الرشيدة قراراً بربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي ،
فإن الاقتصاد السعودي مربوط من عنقه بالاقتصاد الأمريكي ..

[ فإذا خفضت الولايات المتحدة سعر الفائدة
يجب علينا أن نخفضه ولو لم نكن بحاجة لذلك ] ..

ما السبب وراء خفض سعر الفائدة في
الولايات المتحدة ؟؟


السبب هو دفع المستهلكين للإنفاق ، وهذا سيؤدي بدوره لنمو الإقتصاد الأمريكي
الذي خرج لتوه من أكبر أزمة في تاريخه منذ الكساد العظيم ..

أما السبب في السعودية ، فهو ارتباط الريال بالدولار فقط لا غير ..!

فالسعودية ليست بحاجة للنمو لأن اقتصادها قائم على سلعة رئيسية ،
ونظراً لأن هذه السلعة مورد طبيعي غير متحدد ( البترول )
فإن من الطبيعي أن يرتفع سعرها ..
وفي ظل ارتفاع سعر النفط ، فإن الاقتصاد بحاجة للانكماش للسيطرة على التضخم الهائل
الذي بدأ يتصاعد منذ عام 2001 بمعدل متوسط قدره 4% ..

[ هذا يعني أن الريال فقد 40% تقريباً من قوّته الشرائية ،
 والعد مستمر ] ..

بعبارة أخرى .. لو كان لديك في البنك 100.000 ريال في عام 2002
فإن قيمتها الحقيقية الآن 60.000 ريال ..
لأنها ستشتر
لك نفس ما كانت ستشتريه لك ال 100.000 في تلك الفترة ..!



الكارثة القادمة

تقترض الولايات المتحدة يومياً أكثر من 3 مليار دولار
حتى وصل دينها إلى ما يقارب 14.9 ألف مليار حالياً ..

وهي تقترض هذه المبالغ على شكل سندات تصدرها الحكومة الأمريكية
للدول الأجنبية وتعد بفائدة على هذه السندات ..
ولأن فائدة هذه السندات تتزايد فإن الفوائد فقط ستشكل أكثر من 50% من الدين العام
بعد خمس سنوات تقريبا ..!

هذا يعني شيئين :

1: انخفاض سعر الدولار لسببين ، الأول لأن المعروض منه كثير ،
والثاني لأن الحكومة الأمريكية تطبعه بناء على السندات التي تتزايد فوائدها
وتنقص قيمها الحقيقية ..

وبالتالي تنقص قيمة الدولار المغطى بهذه السندات ..
وهذا ما يحصل الآن ، فالدولار في انخفاض مستمر
وكذلك الريال ..!

2: وصول الولايات المتحدة إلى مرحلة يدرك فيها العالم
عجزها عن الوفاء بهذه الديون ، وبالتالي العزوف عن شراء هذه السندات ..

[ ما نشاهده من ارتفاع سعر الذهب هو أحد بوادر العزوف عن السندات الأمريكية
والإقبال على الذهب من قبل الدول والأفراد وخاصة الصين ] ..


هذا سيؤدي بدوره إلى انهيار الدولار حتمياً ، وبالتالي انهيار كل العملات المتربطة به كالريال
وكل الاقتصادات المرتبطة به كالاقتصاد السعودي ،
وهذا أمر مؤكد عند كل الاقتصاديين غير المسيسين ،
وتحذر منه النخب الأمريكية منذ 2001 وحتى الآن ..!



الحل :

بالنسبة لأمريكا لا يوجد حل ، فقد تجاوزوا مرحلة الحلول ،
وعليهم مواجهة مصيرهم ودفع ثمن استهلاكهم الهائل ..

أما بالنسبة لنا ،
فالحل المؤقت : رفع سعر الريال أمام الدولار ليصبح 3.00
الحل الدائم : فك ارتباط الريال بالدولار وتسعير النفط بالريال .

وأنت تعلم أن الحكومة السعودية لن تتخذ أي من الحلّين ،
فالأول يعني ببساطة أن تنخفض قيمة أموال الخونة في البنوك السويسرية والأمريكية
بمقدار 25% ولذلك يستحيل أن يقومون به لحفظ أموالهم التي يكنزونها هناك ..

والثاني أسوأ ، فهم سيفقدون أكثر من 25% من مدخراتهم وسيدفعون ثمناً سياسياً
باهضاً في حال غضب العم سام ..!


فليس لدينا إذاً .. إلا أن نضع أيدينا على خدنا
ونشاهد أموالنا تتآكل أمام أعيننا ..!


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 




ليست هناك تعليقات: