الأربعاء، مارس 09، 2011

العودة إلى السّماء ( 3 )





  



[ ود ، سواع ، يغوث ، يعوق ، نسر ]

هي أسماء الرجال الصالحين الذين ماتوا ،
فأصبحت فيما بعد أسماء للأصنام التي يعبدها الناس ..


وقد انتشر بين الناس هذا العمل ،

فأصبح لكل بيت صنم صغير بنفس اسم أحد هؤلاء الأصنام الكبيرة ..!


فأرسل الله نوحاً وأمره بدعوة الناس وحثّهم على ترك هذه الأصنام ،
التي هي مجرد حجر لا تضر ولا تنفع ، و لا تسمع ولا تُجيب ..!





فبدأ نوح ـ عليه السلام ـ بتبليغ الرسالة ،
فصدّقه قليل من الناس وتبعوه وتركوا الأصنام ..


فتصدّى له سادة القوم المتكبرون ،
فقال لهم ما قاله لغيرهم : اعبدوا الله وحده ، واتركوا هذه الأصنام ..



فردّوا عليه : لن نترك عبادة شيء كان يعبده آباؤنا ..


فقال : إنما هي أصنام لا تضر ولا تنفع صنعها أُناسٌ مثلكم بأيديهم ،

والله وحده هو الذي يضر وينفع !


فقالوا : لم يتبعك إلا الضعفاء الذين ليس لهم حيلة ..


فقال : أنا نبيّ من ربي ، وقد آتاني النبوة والرسالة وأمرني بتبليغها لكم !


فكان خطابه معهم بحكمة وموعظة ،
خاطب عقولهم وقلوبهم ،

لكنّهم أبوا واستكبروا ..!


http://www12.0zz0.com/2011/03/09/12/247211982.jpg


استمرّ نوح في دعاء قومه ،
وكان كل أب يحذّر أبناءه من تصديقه واتباعه ،
فنشأ جيل جديد أيضاً مكابر ومعاند لما جاء به نوح ـ عليه السلام ـ !


ثم تعاقبت الأجيال ، واستمر المكذّبون
وأطال الله في عمر نوح ـ عليه السلام ـ

حتى عاش بين قومه تسعمائة وخمسين سنة

وما زال يدعوهم ويذكّرهم بأن الله هو الإله الحق ،
وكان ينذرهم من غضب الله ..!


فكان ردّهم : يا نوح ، قد أطلت الجدال ،

فأرنا هذا الغضب الذي طالما توعدتنا به !


فقال ـ عليه السلام ـ : إني لا أستطيع أن آتيكم به ،

إنما هو من عند الله الذي يفعل ما يشاء ..!


وبعد هذه السنين ،

أخبر الله ـ سبحانه ـ نوح :

" أنّه لن يؤمن معك إلا من قد آمن ، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون "


فدعا نوحٌ ربّه : ربّ أهلِك كل كافر يعيش على هذه الأرض !


فاجتمع عليهم خطاياهم من كفرهم وفجورهم
ودعوة نبيهم عليهم ..


فعند ذلك .. انتهت المُهلة ..!





فأمره الله بصنع سفينة ضخمة ،
طولها 300 ذراع ، وعرضها 50 ذراع
وارتفاعها 30 ذراع ( ذُكر هذا الوصف في التوراة ) !



فكان قومه كلما مرّوا عليه يضحكون ويسخرون

ويقولون له : كيف تصنع سفينة في وسط اليابسة ؟


فيردّ عليهم : نحن من يجب علينا أن نسخر من حالكم

واستمراركم على كفركم وعنادكم ..





فعندما انتهى من بنائها ..

أوحى إليه الله أن يحمل معه عليها من آمن بالله من أهله ومن قومه ،

ويجمع من كل حيوان زوجين وكذلك من الطيور ليبقى نسلها ..!


فجاء أمرُ الله ـ تعالى ـ ..فأمر الأرض بأن تتفجر وتخرج ما فيها من ماء ،
وأمر السماء بأن تمطر ..


فعمّ الماء جميع الأرض طولها وعرضها

سهلها وجبلها ..!



كان [ يـــام ابن نوح ] ممن كفر وأبى أن يؤمن ،
وقال لأبيه سأصعد على أحد الجبال لأنجو من الماء ..

ولكنّ الماء بدأ يغطّي حتى أعالي الجبال ،
فغرق يـــام كـغيره من الكفار .. ولم ينجو مع أنّه ابن نبي ..
فوقع وعد الله ولم ينفعهم ندمهم في وقت لا ينفع فيه الندم !

ولم يبقَ على وجه الأرض ممن كان بها من الأحياء
فقد هلكوا جميعاً ..
إلا من كان مع نوح في [ السفينة ] !



" وقيل يا أرض ابلعي ماءك
ويا سماء أقلعي
وغيض الماء
واستوت على الجودي
وقُضي الأمر وقيل بُعداً للقوم الظالمين "

لما فرغ من أهل الأرض ولم يبقَ منها أحد ممن عبد غير الله ،
أمر الله الأرض أن تبلع ماءها ، وأمر السماء أن تمسك المطر ..!

فخرج نوح ـ عليه السلام ـ وجميع من في السفينة
وكل ما فيها من الدواب ..

فحمدوا الله الذي نجّاهم من الكفر والغرق ..!


فتكاثر الناس من جديد ،
وكان الله وحده هو من يعبد على هذه الأرض !




يتبع ...

 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



ليست هناك تعليقات: