توفي نوح ـ عليه السلام ـ بعد الطوفان بـ 300 سنة ،
وأوصى أبناءه وقومه من بعده بأن يستمروا في توحيد الله ..
وبالفعل .. لم يكن يُعبد على الأرض إلا الله وحده !
إلى أن تعاقبت أجيال كثيرة وبدأت تنحرف عقائد الناس ،
ولم يعودوا يؤمنوا بالإله الذي لا يُرى ..
وكان من هؤلاء الناس قبيلة اسمها ( عاد )
هذه القبيلة لم تعد تتعلق بالله ، بل تريد شيء ملموس كغيرها من الأقوام ..
فتصوروا لهم آلهة ملموسة يقدسونها
فصنعوا لهم ثلاثة أصنام : صــدا .. صمودا .. هــرا
فعبدوها وتقربوا إليها
باعتبارها الرب الذي ينفع ويرزق ويعطي ..
فأرسل الله إليهم نبيه هود ـ عليه السلام ـ
وأمرهم بعبادة الله وطاعته وبالاستغفار ، ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخرة ،
وتوعدهم إن هم خالفوه بعقوبة الدنيا والآخرة ..
فقالوا له : إن هذا اللي تدعونا إليه شيء من تخيّلك
كما أننا نظن أنك تكذب في دعواك بأن الله أرسلك ..
فردّ عليهم : ليس هذا من تخيّلي ، إنما أنا بالفعل رسول من رب العالمين ،
وأدعوكم لعبادته وحده وترك هذه الأصنام ..
فقالوا : لم تئتنا بشيء خارق لنصدقك ونترك هذه الأصنام ،
وقد تكون الآلهة قد غضبت عليك فأصابتك بالجنون !
فتحدّاهم : إني أشهد أن الله هو الإله الحق ، وإني أتبرأ من هذه الأصنام ،
فلتضرني إن كانت تستطيع ؟!
فقالوا : أتريدنا أن نعبد الله وحده ! وأن نترك ما كان يعبد أباءنا والكبار من قومنا ،
إن كنت على حق فقل لإلهك أن يرينا هذا العقاب الذي تتوعدنا به !
فتركهم هود ، ودعا ربه : أنّي قد دعوتهم وكذبوني وآذوني ،
فأنزل عليهم غضبك !
فأمره الله ـ سبحانه ـ أن يخرج من البلدة هو ومن آمن معه ..
فأرسل الله عليهم ريحاً شديدة الهبوب ، شديدة البرودة ،
استمرت ثمانية أيام حتى قضت عليهم جميعاً !!
وفي أرض كنعان والجزيرة والشام كان أهلها يعبدون الكواكب السبعة ،
وكانوا يستقبلون القطب الشمالي ويعبدون الكواكب بأنواع من الأفعال والأقوال ..
فعملوا هيكل لكل كوكب منها ، وكانوا يقدمون لها القرابين
ويعملون لها الأعياد !
في ذلك الوقت .. كان كل من على وجه الأرض كافراً
سوى إبراهيم ـ عليه السلام ـ وامرأته وابن أخيه لوط ـ عليه السلام ـ ..
وكان إبراهيم هو الذي أرسله الله ليزيل تلك الشرور ،
وينهي ذلك الضلال والضياع ..!
بدأ إبراهيم دعوته بأبيه ، وكان أبوه ممن يعبد الأصنام ..
فخاطبه : يا أبي إني قد جاءني العلم من رب العالمين ،
فلا تطيع الشيطان وتسجد لهذه الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ..!
وردّ عليه : إن كنت لا ترغب بعبادة هذه الأصنام فاتركها ،
أما أنا فلن أدعها !
فقال إبراهيم ـ عليه السلام ـ : سأترك لكم آلهتكم
وأدعو ربي وحده عساه أن يغفر لي !
وخاطب قومه بنفس ما قاله لأبيه ،
وكان ردهم : لن نترك ما كان عليه آباءنا .
فقرر إبراهيم ـ عليه السلام ـ أن يهدم هذه الأصنام ..
ففي يوم الزينة [ يوم العيد ] خرج جميع من في البلدة إلى ساحة خارجها
وذلك بعد أن قدّموا الطعام والمال للآلهة ..
واعتذر منهم وقال لهم أنّه مريض ولا يستطيع مرافقتهم ..
فخرجوا جميعا .. وانفرد ـ عليه السلام ـ بالأصنام !
فنظر إلى الطعام الذي ما زال على حاله ،
وخاطبهم باستهزاء : لمَ لا تأكلوا ؟
لمَ لا تنطقوا ؟
ثم حطّمهم بيديه ، وترك أكبر الأصنام لعلهم إن رجعوا يسألونه
عن من حطّم بقية الأصنام !
وعندما عادوا ، ورأوا ما حصل لآلهتم ،
تذكروا بقاء إبراهيم في البلدة ،
فاستدعوه وسألوه : هل أنت من حطّم آلهتنا ؟
فقال : إنما حطمهم كبيرهم هذا ، واسألوهم إن كانوا قادرين على الرد !
كان يريد أن يعترفوا بأنها لا تنطق ،
لكنهم للأسف عاندوا ، وعرفوا أنه إنما يستهزئ بهم ،
فقرروا قتله بإلقائه في النار !
فقيدوه وألقوه في النار ،
وهو يقول : لا إله إلا أنت سبحانك ، لك الحمد ولك الملك
لا شريك لك ، حسبي الله ونعم الوكيل !
فأنجاه الله من النار ، وأمر النار بأن تكون برداً وسلاماً عليه و لا تضره !
وبعدها هجر قومه ورحل إلى الشام ثم مصر ،
ثم رزقه الله بابنين [ إسماعيل و إسحاق ـ عليهما السلام ]
وكانا نبيين كأبيهما !
ثم أمره الله بأن يرحل إلى مكة مع ابنه إسماعيل ،
ليبني هناك أول بيت لله في هذه الأرض .
واستمر هو وأبناؤه على عبادة الله وحده
ودعوة الناس إلى ذلك !
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق