الثلاثاء، مارس 01، 2011

العودة إلى السّـماء ( 1 )








خلق الله ـ سبحانه ـ الجنّ في الأرض قبل الإنس ،
كانوا يعبدونه ويوحدونه ، ثم ظهرت لاحقاً أجيال من الجن
فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فيما بينهم ..



فأمر الله جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشر الذي عمّها
وعقاباً لبني الجن على إفسادهم فيها ..
فقتلت الملائكة الكثير من الجن وشردت الكثير ،
وفرّ القليل منهم ، فاختبئوا بالجزر وأعالي الجبال ،
وأسرَتْ الملائكة من الجن [ إبليس ] الذي كان صغيراً حينها ،
وأخذوه معهم إلى السماء !

فكبر إبليس بين الملائكة واقتدى بهم في طاعة الله ..
وأعطاه الله منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنيا !



ثم خلق الله [
آدمَ ] بيده ونفخ فيه من روحه
ولهذا فهو أفضل المخلوقات ..
فأمر الله ـ تعالى ـ الملائكة وإبليس بالسجود لآدم ،
 فسجدوا جميعا إلا إبليس امتنع عن السجود ..

فسأله الله : لمِ لم تسجد لما خلقت بيدي ؟
فقال بتكبّر : أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين !
فقال الله ـ سبحانه ـ : فاخرج من الجنّة مطروداً ذليلاً .
فقال إبليس : يا رب ، ابقني في الحياة إلى يوم البعث .
فأجابه الله إلى طلبه وأمدّ في عمره .

فتوعّد إبليس آدم وذريته بأنه سيكون سبب طردهم من رحمة الله !
فقال تعالى : " قال فالحقّ والحقّ أقول ، لأملأن جنهم منك وممن تبعك منهم أجمعين " .



أسكن الله آدمَ في الجنة ، وخلق له حواء لتؤنسه في وحدته ،
وأعطاهما مطلق الحرية في الجنّة
إلا شجرة نهاهما عن الأكل منها ..!

قال تعالى : " اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغداً
حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " ..

فكانا يسيران في الجنّة ويأكلان مما يشتهيان
وبلا هم ولا حزن ..



في ذلك الحين ، كانت نار الحسد تأكل إبليس ،
يريد الانتقام من آدم لأنه يراه سبب طرده من رحمة الله
بينما كان تكبّره هو السبب ..

كانت الجنّة محروسة من الملائكة الذي يمنعون إبليس من دخولها ..
وكان إبليس يُمني النفس بدخول الجنة حتى يتمكن من الغدر بآدم ..!

فاهتدى إلى حيلة ..
وهي أنّه شاهد حيّة يتسنى لها دخول الجنة والخروج منها متى شاءت ..
فطلب منها مساعدته للدخول للجنة بأن يختبئ داخل جوفها حتى تمرّ
من الحراس الملائكة ..

فوافقت الحيّة ، واختفى إبليس داخلها ..

[ طبعاً الله ـ تعالى ـ كان يعلم ويرى كل ما يحدث
وكل شيء كان بتدبيره ، وكل ما حصل لحكمة أرادها ]



فدخل إبليس الجنّة بهذه الطريقة ، وعلم بأمر الشجرة التي نهى الله
أن يقربها آدم وحواء .. فعلم أنها سلاحه لإغوائهما..

فوجد إبليس آدم وحواء .. فأغوى إبليس
آدمَ ، وأغوت الحيّة حواء ،
وقالا لهما : إن أكلتما من هذه الشجرة فستكونا من الخالدين في الجنّة .

فأكلا منها ..



وغضب الله ـ عزّ وجل ـ على آدم وحواء لأكلهما من الشجرة ..
وعاتبهما " ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌ مبين " .

لم يجد آدم وحواء أي تبرير لفعلتهما سوى طلب المغفرة
" ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " .

وحكم الله على آدم وحواء وإبليس والحيّة بقوله
" وقلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو .."

وفي آية " قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإمّا يأتينكم منّي هدى
فمن تبع هدايَ فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون " ..



يتبع ..

   

  



ليست هناك تعليقات: