بنو إسرائيل
[ خراب بيت المقدس ]
كان سليمان نبي الله ـ عليه السلام ـ إذا صلى
رأى شجرة نابتة بين يديه ،
فيقول : ما اسمك ؟
فتقول : كذا .
فيقول : لأي شيء أنتِ ؟
فإن كانت لغرس غرست ، وإن كانت لدواء أنبتت ..
فبينما هو يصلي مرة رأى شجرة بين يديه ،
فقال لها : ما اسمك ؟
قالت : الخروب .
قال : لأي شيء أنتِ ؟
قالت : لخراب هذا البيت
[ تقصد بيت المقدس ] ..
فقال سليمان : لن يخرب وأنا حيّ ، إنما جئتي لهلاكي ..
اللهم عمّ على الجن موتي حتى تعلم الإنس
أن الجن لا يعلمون الغيب ..
فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا ..
والجن تعمل ..
فأكلتها الأرضة إلى أن مرّت سنة كاملة
فسقط ـ عليه السلام ـ فتبيّن لهم موته ..!
فحكم من بعده ابنه رحبعام
ففاوضه بنو إسرائيل على تخفيف الأحكام
والأوامر التي جاء بها سليمان من ربه ..
و هذه عادة عندهم ، بأن يحرفون الأوامر والأحكام
ويتحايلون فيها ..!
فرفض رحبعام هذا الأمر ..
فبايع اليهود رجل يقال له [ جيربوم ]
فانقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين متخاصمين ..
مملكة الجنوب وتسمى [ مملكة يهوذا ]
وعاصمتها أورشليم [ القدس ] ..!
ومملكة الشمال ، وتسمى [ مملكة إسرائيل ]
وعاصمتها شكيم [ نابلس ] ..!
وقد ضاعت التوراة في هذه الفترة ..
وعمّ الفساد في بني إسرائيل ..
غزا الآشوريون القادمون من العراق
أرض فلسطين فسقطت هاتين المملكتين على أيديهم ..
لكن حكمهم لم يدم طويلاً
إذا انقلب عليهم من داخل العراق
قوم يسمّون [ البابليون ]
فحكموا العراق ، وورثوا عنهم أرض فلسطين ،
وعينوا عليها حاكماً يهودياً هو [ دبيكيا ] ..!
في تلك الفترة ..
عمّ الفساد بين بني إسرائيل وكثرت معاصيهم
وضيعوا أوامر الرب ..!
" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين
ولتعلنّ علواً كبيراً ،
فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ،
فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا "
بعث الله إلى بني إسرائيل في تلك الفترة
نبياً منهم اسمه [ أرميا ]
وكان آخر أنبيائهم في تلك الحقبة من الزمن ..
حيث عظمت الأحداث فيهم ،
فعملوا بالمعاصي وقتلوا الأنبياء ،
وقد قتلوا في يوم واحد 70 نبياً ..!
فأوحى الله إلى نبيه أرميا بأنه مهلك بني إسرائيل ومنتقم منهم ..
فقام أرميا فشق ثيابه ، وجعل الرماد على رأسه ،
وخر ساجدا وقال : يا رب وددت أمي لم تلدني
حين جعلتني آخر أنبياء بني إسرائيل ،
فيكون خراب بيت المقدس ..!
فقال له : ارفع رأسك ..
فرفعه ، ثم قال : يا رب من تسلط عليهم ؟
فقال : عبدة النيران ، لا يخافون عقابي
ولا يرجون ثوابي ..!
قدّر الله في تلك الأثناء ،
أن يقوم الحاكم اليهودي الذي عينه البابليون حاكما على اليهود
بالإنقلاب على البابليين ..
وذلك في أثناء حكم البابلي الشهير
[ نبوخذ نصر ]
والمعروف بلقب [ بختنصر ] ..!
فهدم أسوار ومنازل أورشليم
وبطش بهم بطش الجبارين
فقتل منهم الثلث و سبى الثلث وترك الزمنى والشيوخ والعجائز ،
ثم وطئهم بالخيل ، وهدم بيت المقدس ، وساق الصبيان ،
وأوقف النساء في الأسواق حاسرات ،
وقتل المقاتلة ، وخرب الحصون ، وهدم المساجد ، وحرق التوراة ..!
ثم أمر بإخراج الأسرى ، الذين كان من بينهم
نبي الله أرميا فأخرجه بختنصر ..
وقصّ أرميا على بختنصر بأن الله كان قد أوحى إليه
بما قد يفعله بختنصر من تخريب بيت المقدس ..
فقال بختنصر : بئس القوم قوم عصوا رسول الله ..
وخلّى سبيله ، وأحسن إليه ..
فاجتمع إلى أرميا من بقي من ضعفاء بني إسرائيل ،
فقالوا : أسأنا وظلمنا ونحن نتوب إلى الله عز وجل مما صنعنا ،
فادع الله أن يقبل توبتنا .
فدعا ربه فأوحى الله إليه أنه غير فاعل ..
فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلدة ..!
فرفضوا البقاء معه ..!
فرحل اليهود من فلسطين
عام 586 ق.م
بعد أن دخلوها مع يوشع بن نون
عام 1186 ق.م تقريباً ..!
[ أي أنهم ملكوها ما يقارب 600 سنة ]
ومنذ ذلك الزمان .. تفرق بنو إسرائيل في الأرض ..
فنزلت طائفة منهم الحجاز ..
وطائفة يثرب .. وطائفة وادي القرى ..
وقليل إلى مصر والمغرب العربي ..
فلحق بختنصر بمن هرب إلى مصر والمغرب من اليهود
وقاتلهم وسبى ذراريهم ..
وكان من بين السبي نبي الله [ دانييل ] ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق