: أتمنى أن أكون تلفازا :
طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية ،
أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون ..
وبعد عودتها إلى المنزل ، جلست تقرأ ما كتب التلاميذ ،
فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء ..
وصادف ذلك دخول زوجها البيت ،
فسألها : ما الذي يبكيك ؟
فقالت : موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ .
فسألها : وماذا كتب ؟
فقالت له : خذ اقرأ موضوعه بنفسك ..
فأخذ يقرأ :
إلاهي ، أسالك هذا المساء طلبا خاصا جدا
وهو أن تجلعني تلفازاً ،
فأنا أريد أن أحل محله ،
أريد أن أحتل مكانا خاصا في البيت ،
فتتحلٌّ أسرتي حولي ،
وأصبح مركز اهتمامهم !
فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة ،
أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها
حتى وهو لا يعمل ،
أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت
قادما من العمل حتى وهو مرهق ،
وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة ،
وأريد من أخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي ..
أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً
لتقضي وقتها معي ..
وأخيرا وليس آخرا ، أريد منك يا إلاهي
أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً ..
أريد أن أعيش مثل أي تلفاز .
انتهى الزوج من قراء موضوع التلميذ
وقال : يا إلاهي إنه فعلا طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه !
فبكت المعلمة مرة أخرى ، وقالت :
إنه الموضوع الذي كتبه ولدنا !
وتذكرت حينها قصة ذاك البروفيسور الانجليزي
الذي لم يدخل التلفاز بيته ، ولما سئل عن السبب قال :
لأن التلفاز يفرض علينا رأيه ،
ولا يسمح لنا بالمناقشة ،
وينغصّ علينا حياتنا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق