الأحد، مايو 22، 2011

:: البــشــارة ::





  

:: الـبــشــارة ::



في آخر 100 سنة لأمّتنا الإسلامية ،
مررنا فيها بالعديد من الانتكاسات
والإحباطات من فقرٍ وجوعٍ وتخلّف في معظم البلدان
وتخلف علمي وحضاري ..

 بسبب رضوخنا ورضانا بالتبعية
وبسبب اختيارنا بأن نكون في ذيل العالم
بعد أن كنّا رأسه ..!



يمرّ العالم الإسلامي الآن بمآسي عديدة ،
الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، حرب العراق والشيشان وأفغانستان ،
وتقسيم السودان ، وضعف الاقتصاد في البلدان الكبيرة المؤثرة كمصر وسوريا ،
الفوضى في باكستان وكشمير ، وإبادة المسلمين في الهند ،
حرب ليبيا ، وانتفاضة تونس ومصر ، وقريبا سنشهد تقسيم اليمن السعيد ،
انتفاضة أحرار سوريا ، فقر المسلمين في لبنان والصومال ..

ومع هذا .. يزيد الغرب وضعنا بلّة ..
فيتدخل في ليبيا وقريبا في سوريا
بعد أن انسحب من العراق وعيّن فيها الخونة رؤوساء ومسئولين ..!

ونلاحظ أن غيرنا يتحكم في مصيرنا ،
فعندما ضعف اقتصادهم ضعف اقتصادنا ،
وعندما قلّ أمنهم قلّ أمننا ..
وقد قسموا البلدان كما يرون ،
وتدخلوا في شؤوننا الخاصة ، وصنّفونا بأننا متخلفين وقتلة ومجرمين ..!

فربطوا الإسلام بالتخلف والجريمة ،
 ونحن ساكتون !!

http://img104.herosh.com/2011/05/22/374524049.jpg

لو نعود لقبل 800 سنة ..
أثناء الغزو المغولي للعالم الإسلامي !

وقد كان المؤرخ المسلم ابن الأثير معاصرا لما حدث ،
وقد كتب :

" لقد بقيت عدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة ،
استعظاما لها كارها لذكرها ، فأنا أُقَدِّم رجلاً وأؤخر أخرى ،
فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ،
ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ،
فيا ليت أمي لم تلدني ، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ،
ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعاً ،
هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى ..
فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن
لم يبتوا بمثلها لكان صادقاً ،
فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها ..
وهؤلاء لم يبقوا على أحد ،
بل قتلوا النساء والرجال والأطفال وشقوا بطون الحوالم ، وقتلوا الأجنّة ..
فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
لهذه الحادثة استطار شررها ،
وعم ضررها ،
وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح " .


وقال السيوطي في تاريخه عن هذه المأساة :
" هو حديث يأكل الأحاديث ،
وخبر يطوي الأخبار ،
وتاريخ ينسى التواريخ ،
ونازلة تصغر كل نازلة ،
وفادحة تطبق الأرض وتملؤها ما بين الطول والعرض " .


فقد كان المسلمون في أثناء الغزو المغولي أسوأ حالاً منّا ،
حيث كان المغول يدخلون المدينة بلا مقاومة ،
فيقتلون جميع سكانها ، ويبقون من كل مدينة 14 رجلاً فقط ،
ليدربوهم في الجيش فيقاتلوا المسلمين معهم فيما بعد ..

نعم .. في ذلك الوقت ..
ذكر ابن الأثير أن أحد المدن قد قُتل فيها ( مليون شخص ) بلا مقاومة ،
ومع هذا يقول أنّه خائف من ذكر أعداد القتلى في بعض المدن الأخرى
من هول العدد ..!!

فكم كان عدد المسلمين القتلى فيها ..!!
الأكيد أنّه يزيد عن المليون ..!!

http://img104.herosh.com/2011/05/22/362875673.jpg

ولو نعود قبلها بـ 600 سنة ،
لسمعنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يقول لعدي ابن حاتم الطائي [ قبل أن يُسلم ] :

لعلّه يا عُدي ، إنما يمنعك من دخول هذا الدين
ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم ..
و أيّم الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة في أرض بابل تحجّ البيت على بعيرها لا تخاف !

ولعلّه ، إنما يمنعك يا عُدي من دخول هذا الدين
ما ترى من حاجتهم وفقرهم ..
وأيّم الله ليوشكنّ المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه !

ولعلّه يا عدي ، إنما يمنعك من دخول هذا الدين
أنّك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم ،
وأيّم الله ليوشكنّ أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فُتحت عليهم ..!

وقد عاش عُدي ـ رضي الله عنه ـ ورأى وعد النبي يتحقق أمام عينيه ..!

http://img104.herosh.com/2011/05/22/479606703.jpg


صحيح أنّنا نعيش الآن مطئطئوا الرؤوس لما يحدث معنا ،

ونخجل من أن نواجه أنفسنا بما يحدث لنا ،

وقد سكتنا على انتهاك حرماتنا ، وأعراضنا ..


لكن سيأتي ذلك المستقبل القريب

الذي سننسى فيه هذه الانهزامية ..


وما نشاهده من ثورات إنّما هي بداية لأن

يتحقق خطاب الرسول ـ عليه السلام ـ 

لعُدي ـ رضي الله عنه ـ

في زماننا هذا ..!


http://img104.herosh.com/2011/05/22/678335935.jpg


ولا خوف على أمّـــة

أنجبت مثل هؤلاء .


 
  



ليست هناك تعليقات: