الخميس، أكتوبر 21، 2010

موسى ـ عليه السلام ـ 11


موسى و الخضـر

كان موسى ـ عليه السلام ـ قائماً يخطب في بني إسرائيل ،
فسأله أحدهم : أي الناس أعلم ؟
فقال موسى : أنا ..!

فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ،
فأوحى الله إليه : إنّ لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ؟

فقال موسى : يا رب ، وكيف لي به ؟

قال : تأخذ معك حوتاً فتجعله بمكتل ،
فحيثما فقدت الحوت فهو هناك .


فبدأ موسى ـ عليه السلام ـ رحلته
وأخذ معه فتاه يوشع بن نون



وأخذ معه مكتل .. ووضع فيه سمكة ..
وقال لفتاه : لا أكلفك إلا بحمل هذا المكتل !

ثم ودّع قومه .. وبدأ في التفكير ..
أي نقطة هي إلتقاء البحرين ..!

فهناك نقطتين يعرفهما موسى ..



إما ما يُعرف حاليا برأس محمد في سيناء ،
أو نقطة إلتقاء نهر النيل الأزرق بنهر النيل الأبيض في الخرطوم !

وقد رجح بعض العلماء أنها نقطة إلتقاء النيلين !


بعد أن سارا طويلا ..

أتيا إلى صخرة ، ووضعا رؤوسهما فناما ..
واضطرب الحوت في المكتل ، فخرج منه فسقط في البحر !

فلما استيقظا .. نسي يوشع أن يخبره بالحوت ،
فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ..!

وقال موسى لفتاه : " لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين
أو أمضي حقبا "

إما أن أجد مجمع البحرين ،
أو أظل أبحث عنه إلى الأبد !

حتى إذا كان من الغد قال موسى :
" آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً "
وهذا من مشيئة الله ، فلم يشأ أن يشعر بالجوع
إلا عندما يفقد الحوت !

فقال فتاه : أتذكر الصخرة التي أوينا إليها ،
فقد سقط مني الحوت هناك ، ولكني نسيت أن أخبرك !

فقال موسى : هذا ما كنا نريده !



فرجعا إلى حيث فقدا الحوت بالأمس ،
عند الصخرة !




فوجدا رجلاً نائماً مسجّى بثوب ( أخضر ) ،
فانتظراه حتى استيقظ ..

فقال له موسى : السلام عليكم ..

فقال : وأنّى بأرضك السلام ؟

قال : أنا موسى ..

قال : موسى بني إسرائيل ؟

قال : نعم ..

قال : وماذا تريد ؟

قال : أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا !

قال : إنك لن تستطيع معي صبرا ، فقد آتاني الله علم لا تعلمه أنت
وأعطاك علما لا أعلمه أنا !

فقال : ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا !

فقال : إن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى
أخبرك عنه !



فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ،
فمرت سفينة وفيها بحّارة بسطاء ، فكلمهم الخضر أن يحملوهم ،
فعرفوا الخضر فحملوهم من غير أجر !

فنظر
الخضر يمينا ويسارا ، ثم اقتلع لوحاً من السفينة ..

فغضب
موسى وصرخ : أخرقتها لتغرق أهلها ؟

فردّ عليه : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ؟

قال : لا تؤاخذني بما نسيت ، فما رأيته منك
لم يكن بوسعي الصبر عليه !

فانطـلــقــا ..



فشاهدا مجموعة من الفتيان يلعبون ،
فنظر إليهم
الخضر ، فدخل على أحدهم ،
وأمسكه واقتلع رأسه ..!

فقال موسى : أقتلت نفسا زكية من غير نفس ،
لقد جئت شيئا نكرا !

فقال
الخضر : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ؟

فقال موسى : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني !

فـانــطلــقا ..

http://www4.0zz0.com/2010/09/27/10/535952429.jpg

ودخلا قرية فيها أناس بخلاء ،
فطلبا منهم أن يطعموهما ، فرفضوا ..

وبينما كانا يمشيان في القرية ،
لاحظ الخضر جدار بيت قد مال ويكاد أن يسقط ، فأقامه !

فقال له
موسى : لما لم تطلب منهم أجرا على عملك هذا ؟

فقال له الخضر : هذا فراق بيني وبينك ،
سأخبرك بكل ما لم تستطع أن تفهمه وتصبر عليه ،

فبدأ بأمر السفينة ، وقال " أردت أن أعيبها "
أي أن يسبب فيها عيباً لا أن يغرقها ..
وكان وراء هذه السفينة ملك يأخذ كل سفينة غصبا ،
ولكن إن رأى هذه السفينة معيوبة فلن يأخذها .!

ثم أخبره عن الغلام ..
" أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما
طغيانا وكفرا ، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة
وأقرب رُحما "
فرحمة من الله أنه أنجاهما منه ،
لأنه كان كافرا وقد يتبعاه في يوم ما ،
وسيعوضهما بولد آخر رحيم !

ثم أخبره عن الجدار ..
" أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة
وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا ،
فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما "
لقد كانت القرية التي يعيش فيها هذين اليتيمن
قرية بخيلة ، يستضعف فيها القوي الضعيف ،
وكان والدهما خائف على ماله قبل أن يموت
فحفر حفرة ووضع كنزه فيها ،
وبنى الجدار فوقه !
وها هو الجدار قد بدأ يميل ، ثم سيسقط
ويُلاحظ الكنز ، ويستولي عليه أهل القرية ..
فأقمت الجدار ، ولن يسقط بإذن الله إلى أن
يبلغ اليتيمين ويستخرجاه ..

وهذا هو تأويل لكل ما فعلته !!



فعاد موسى ـ عليه السلام ـ
ويوشع بن نون ـ عليه السلام ـ
إلى أرض سيناء .. حيث سيعيشان
ما بقي من سنين التيه !



يتبع ...


ليست هناك تعليقات: