يـومـ الـزيـنـة
وهو اليوم الوطني عند المصريين
تجمّع الناس في الساحة ، ليشاهدوا المتحدي الجريء
الذي تجرأ على تحدي فرعون وجنوده وحاشيته وسحرته !
يقول ابن عباس : " عدد سحرة فرعون 10 آلاف ساحر " !
وكان فرعون يعتقد أن المواجهة ستنتهي اليوم ،
وقد أمر جنوده بقتل موسى بعد ظهور خسارته مباشرة !
وكانت هذه المواجة أمام أم موسى بالتبني ( آسيا بنت مزاحم )
فوقف السحرة ، فقالوا : بعزة فرعون إنا لغالبون ..
فرد موسى : إياكم والافتراء على الله الذي سيخيب عملكم ..
فبدأوا بالتناجي فيما بينهم ، خوفا من كلام موسى ..
فتدارك فرعون وقال : إذا كنتم الغالبون فإن لكم عندي مقام حسن ،
وما هذا إلا ساحر فاجمعوا سحركم ، واضربوا ضربة واحدة !
فاصطف السحرة ، وقالوا : هل نلقي أم ستلقي أنت ؟
قال موسى : بل ألقوا أنتم !
فلمّا ألقوا عصيانهم ، وسحروا أعين الناس ، إذا بها أفاعي تتحرك ..
فخاف موسى ـ عليه السلام ـ
فألهمه الله بأن يلقي عصاه ..
فألقاها ، فإذا هي أفعى ، تأكل أفاعيهم وتلقفها واحدة تلو الأخرى ، 10 آلاف حيّة !
فعندما رأى السحرة هذا المنظر ، عرفوا أن هذه الأفعى ليست سحراً
إنما هي معجزة من عند الله ،
فسجدوا جميعا وقالوا " آمنّا برب هارون وموسى " !
وغيرهم الكثير من آمــن سرّا !
فصرخ فرعون في السحرة : هل تؤمنون به قبل أن آذن لكم ؟
إنما أنتم متآمرون ضدّي وإنه لكبيركم الذي علمكم السحر ،
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل !
فردّ عليه السحرة : " لن نؤثر على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا ،
فاقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، إنا آمنّا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر " !
فأمر جنوده ، بقطع أيديهم وأرجلهم ، وقتلهم وصلبهم على النخل !
فمات النسحرة ، ليؤكدوا للحاضرين أن الإيمان لا يُساوم بشيء ..
فقتل فرعون في ذلك اليوم 10 آلاف مؤمن !
وقتل فيما بعد ، من آمن من أهل بيته ،
كزوجته آسيا ، وماشطة ابنته !
" في القصر "
كان من بين حاشية فرعون ،
رجلٌ مؤمن يكتم إيمانه
وهو ابن عمه ، وأحد المقربين له !
كان فرعون في اجتماع طارئ مع وزرائه بعد يوم الزينة ،
وفي أثناء حوارهم حول موسى ، أصدر فرعون قراراً بقتل موسى !
ثم نطق ابن عمه ، وقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالمعجزات ،
فإن كان كاذبا فعليه كذبه ، وإن كان صادقا فقد يصيبكم ما يعدكم به ،
ويا قوم نحن الآن الملوك وأصحاب السيادة ، لكن من سيمنعنا من بأس الله إن جاءنا !!
فقال فرعون : ولكي نحمي ملكنا يجب أن نقتل موسى ..
فقال : يا قوم ، إني أخاف أن يصيبنا ما أصاب الأمم السابقة ،
كما حصل لقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ،
وإني لأخاف عليكم يوم القيامة ، يوم لا تنفعكم أموالكم ولا سلطتكم ..
ألا تذكرون يوسف الذي جاءنا بالبينات من قبل ،
إنه جد موسى ، وموسى أكمل ما أتى به يوسف !
فقاطعه فرعون وصرخ في هامان وقال : يا هامان ابن لي صرحاً طويلا
لعلي أطلع إلى ربّ موسى ..
فأكمل ابن عمه : يا قوم اتبعوني ، فإنما هذه الحياة الدنيا متاع ، والآخرة هي دار القرار ..
ما لي أدعوكم إلى الجنة ، وأنتم تدعوني إلى النار ،
يوما ما ستذكرون ما أقوله لكم وتعلمون أنني على حق ..!
فتآمروا على قتل هذا المؤمن ..
وقال الله سبحانه " فوقاه الله سيئات ما مكروا " ..
ولم يذكر القرآن إلى أين ذهب ذلك الرجل !
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق