الــغــرق
عاد موسى ـ عليه السلام ـ إلى أحياء قومه
وقد نزل عليه الأمر الرباني : " أن أسرِ بعبادي ليلاً إنكم متّبَعون "
فجمع هو وهارون القوم جميعهم صغيرهم وكبيرهم وهم 600 ألف !
فكان من خرج مؤمناً بهما قليل ،
والبقية الكثيرة كان سبب خروجهم خشية من فرعون !
" فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ، إن هؤلاء لشرذمة قليلون ،
وإنهم لنا لغائظون "
فجمع فرعون جيوشه من جميع المدن ،
وأخبرهم بأن هذه القلّة القليلة قد استحقت غضبه !
قاد موسى ـ عليه السلام ـ قومه إلى أن وصلوا إلى البحر
فلحق بهم فرعون وجنوده ،
" فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى : إنّا لمدركون ،
قال : كلا إن معي ربي سيهدين "
وصل بنو إسرائيل إلى البحر ، وإذا بهم يرون فرعون وجنوده
خلفهم مباشرة ، فأدركوا أنهم هالكين ،
إلا أن موسى ـ عليه السلام ـ علم أن الله لم يكن ليضيعه !
فكان موسى ـ عليه السلام ـ ينظر إلى البحر وهو يتلاطم بأمواجه ،
ويقول : ها هنا أُمِـــرت ،
ومعه هارون ويوشع بن نون ويقال أن مؤمن آل فرعون كان معهم
فكان هذا المؤمن يقتحم بفرسه مراراً في البحر :
هل يمكن سلوكه !؟
ثم ينظر إلى موسى ويقول : يا نبي الله أهاهنا أمرت ؟
فيقول : نــعــم ..
فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد ،
واقترب فرعون وجنوده في جدهم وحدّهم وحديدهم وغضبهم
وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ..
فعندها أوحى الله ..
" فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ،
فكان كل فرق كالطود العظيم "
وبعد أن وصل كل بني إسرائيل ،
ضرب موسى البحر بعصاه لعلّه يُغلق كما كان قبل أن يلحقه فرعون ،
" واترك البحر رهواً إنهم جندُ مغرقون "
أي اتركه كما هو ، فإنهم سيغرقون ..!!
فقال فرعون لجنوده : ألم أقل لكم أنه ساحر ، فالحقوا بهم !!
وقادهم هو بنفسه يسير بهم بين فرقتي البحر ،
وعندما دخل جميع جيش فرعون أمر الله البحر ليعود كما كان ،
فصرخ فرعون : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ..
لكن بعد ماذا ؟
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" قال لي جبريل : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر ،
فأدسه في فم فرعون مخافة أن تناله الرحمة " !
:: إضــافــة ::
" ربّنا إنك آتيت فرعون وملأه زينةً وأموالاً في الحياة الدنيا
ربنا ليضلوا عن سبيلك ، ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ،
قال : قد أُجيبت دعوتكما ، فاستقيما ولا تتبعانّ
سبيل الذين لا يعلمون "
عندما دعا موسى وهارون ربهما هذا الدعاء
بأن يهلك فرعون ،
فأخبرهما الله ـ تعالى ـ بأنها دعوتهما قد أجيبت !
لكنها لم تحدث إلا بعد 40 سنة من هذا الدعاء !
قال بعض المفسّرين ،
أن سبب تأجيل الاستجابة 40 سنة
وإمهال الله له كل هذه المدة ،
وإرسال المعجزة تلو المعجزة ..
هو أن فرعون كان
" باراً بأمّـــه " !
:: كليب ::
يحكي قصة موسى من يوم الولادة
إلى غرق فرعون وجنوده :
http://www.youtube.com/watch?v=DgpEbojhw2c
تابع ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق