الجمعة، أبريل 08، 2011

العودة إلى السّماء ( 8 )





  


ولِد عيسى ـ عليه السلام ـ من دون أب
بقدرة من الله ـ سبحانه ـ حيث أمر جبريل ـ عليه السلام ـ
بنفخ الروح في مريم ـ عليها السلام ـ لتلد فيما بعد نبي من أنبياء الله ..!

مريم ـ عليها السلام ـ جعلتها أمها خادمة لبيت الله وفاءً لنذرها ،
لذا سكنت
مريم العذراء في البيت المقدّس ،
تصلي وتصوم لله وحده ..!


فأكرهما الله بأن جعل ابنها نبياً يدعو الناس
إلى الدين الحق الذي يجب أن يكونوا عليه !

لقد كان الناس في المجتمع الذي يعيش فيه عيسى 

قد برعوا في الطب ..
فجعل الله معجزة نبيه عيسى في هذا المجال
ليكون أقرب إلى قومه ..
فيصدّقوه في دعوته ..!



كان عيسى ـ عليه السلام ـ

كلما جاء إليه أعمى ، أعاد إليه بصره ..
وإذا جاء إليه أصم ، أعاد إليه سمعه ..
وحتى أنّه كان يحيي بعض الأموات

وهذا كله بإذن الله !



ثم أنزل الله كتابه [ الإنجيل ] على عيسى ـ عليه السلام ـ
ليعلّم الناس دينهم الذي أضاعوه بعد أن ضاعت التوراة ..

وقد قال الله لعيسى : يا عيسى جد في أمري ولا تهن واسمع وأطع
يا ابن الطاهرة البكر البتول إنك من غير فحل ، وأنا خلقتك آية للعالمين ،
إياي فاعبد ، وعليّ فتوكل ، خذ الكتاب بقوة ، فسر لأهل السريانية
بلّغ من بين يديك إني أنا الحق الحي القائم الذي لا أزول !

فبلّغ عيسى قومه بأن الله هو الإله الحق
وأنّ ما يعبدون من دونه هو الباطل ..



آمن بعيسى اثنا عشرَ رجُلا يقال عنهم ( الحواريين )
وهم أنصاره في دعوته ،
وقد طلبوا من عيسى أن يدعو الله أن ينزل مائدة من السماء
يأكلون منها هم وأهلهم وباقي القوم
وليطمئنوا أن ما وعدهم به هو الحق ..

فدعا عيسى ابن مريم ربه ، بأن ينزل هذه المائدة
لتكون معجزة له ، ليزداد الحواريون إيماناً ويقيناً
وليؤمن به الذين ما زال في قلوبهم شكٌ في نبوته ..

فاستجاب الله ـ سبحانه ـ لدعوة نبيه ،
وأنزل المائدة وفيها أنواع الأطعمة ،
فازداد الحواريون إيماناً وتصديقا لعيسى ولما جاء في الإنجيل ،
أمّا من كفر بعد هذه المعجزة الظاهرة أمام عينيه
فقد توعده الله بالجحيم ..!



عندما بدأ عامة الناس يتحدثون عن معجزات عيسى ـ عليه السلام ـ
خاف رهبان اليهود وكبار القوم الذين أفسدوا في التوراة
وحرّفوا فيها واستغلوا جهل الناس ،
فذهبوا لملك تلك المناطق ، وكان تابعاً للروم ،
وقالوا له : إن عيسى يزعم أنه سيملك اليهود ، وسيأخذ الملك منك ..

فخاف الملك ، وأمر بالبحث عن عيسى ليقتله ..
علم عيسى ـ عليه السلام ـ بهذا الأمر ، وكان مع الحواريين ..

فقال لهم : أيكم يُلقى عليه شبهي فيُقتل مكاني
فيكون معي في الجنّة ؟
فقام شابٌ هو أصغرهم سناً وقال : أنا ..
فقال له عيسى : اجلس ، وأعاد سؤاله ..
فقام نفس الشاب وقال : أنا ..
فقال له عيسى : اجلس ، وأعاد سؤاله ..
فقام نفس الشاب وقال : أنا ..
فقال له عيسى : هو أنت ..
فأُلقي عليه شبه عيسى ، ورُفع عيسى ـ عليه السلام ـ
إلى السماء كمعجزة أخرى لهذا النبي أمام أعين أنصاره ..



وجاء اليهود وأمسكوا شبيهه ، فقتلوه ثم صلبوه ،
هذا كلّه أمام أعين الناس ..

فقال بعضهم : كان الله بيننا ثم صعد إلى السماء ..
وقال الآخرون : كان فينا ابن الله ثم رفعه الله إليه ..

أمّا الفرقة المؤمنة من النصارى فهي التي قالت :
كان فينا عبد الله ورسوله ، ثم رفعه الله إليه ..!

فقد آمنوا بما جاء به هذا النبي ،
وكان تعلّقهم بالله وحده وليس بعيسى كشخص !

فقتل اليهود هذه الفرقة المؤمنة ،
وضاع الدين الذي جاء به المسيح ـ عليه السلام ـ
إلا من مجموعة قليلة ما زالت تؤمن بأن عيسى
مجرّد نبي كغيره من الأنبياء جاء ليدعو الناس كما فعل
يعقوب وموسى وسليمان
ـ عليهم السلام جميعا ـ ..!




يتبع ..


 
 http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



ليست هناك تعليقات: