" إنّ للمتقين مفازاً "
ذات يوم بعد صلاة الفجر ، سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أصاحبَــه : من منكم أصبح وهو صائم ؟
قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : أنا .
فقال ـ عليه السلام ـ : من منكم أطعم اليوم مسكيناً ؟
قال أبو بكر :أنا .
فقال ـ عليه السلام ـ : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر : أنا .
فقال ـ عليه السلام ـ : فمن منكم عاد مريضاً اليوم ؟
قال أبو بكر : أنا .
فقال رسول الله : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنّة !
هذا كله فعله أبو بكر قبل أن يصلي الفجر من ذلك اليوم فقط !
كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ وهو خليفة
إذا صلّى الفجر خرج إلى الصحراء ، فاحتبس فيها شيئاً يسيراً ..
ثم عاد إلى المدينة ..!
فعجب عمر ـ رضي الله عنه ـ من خروجه ..
فتبعه يوماً خفيةً بعدما صلى الفجر ..
فإذا أبو بكر يخرج من المدينة ويأتي خيمة قديمة في الصحراء ،
فاختبأ عمر خلف صخرة ،
فلبث أبو بكر في الخيمة شيئاً يسيراً .. ثم خرج !
فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة ،
فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء وعندها صبية صغار ..
فسألها عمر : من هذا الذي يأتيكم ؟
فقالت : لا أعرفه ، هذا رجل من المسلمين ، يأتينا كل صباح
منذ كذا وكذا ..
فقال : فماذا يفعل ؟
قالت : يكنس بيتنا ، ويعجن عجيننا ، ويحلب داجننا ، ثم يخرج ..!
فخرج عمر وهو يبكي ويقول :
لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ..
لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ..
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالساً
وعن يمينه أبو بكر الصديق .. وعن شماله عمر بن الخطاب
فأمسك بيديهما وقال :
هكذا نُبعث يوم القيامة !
قال عنه الله ـ عز وجل ـ في كتابه : " ثاني اثنين " ..
هل عرفت لماذا استحق أبو بكر هذه المنزلة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق