اكشفي ..
فقد اختلف العلماء
من المعروف أننا نحن أهل السنة والجماعة
توجد لدينا العديد من المذاهب الفقهية
أقواها هي المذاهب الأربعة : المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي ..
والمذاهب الأخرى لم تنقل إلينا بقوةِ المذاهب الأربعة
والسبب قلة ناقليها و ضعف طُلابها ..
فمن المعروف أن أحمد بن حنبل لم يؤلف أي كتاب
لكن طلابه هم من نقلوا علمه ..!
والعديد من المذاهب انتهت بسبب عدم وجود طلاب
ينقلون آراء وأقوال شيوخهم ..!
بعض الناس .. يتحجج باختلاف علماء المذاهب
ليحلل حراما ويحرّم حلالاً ..
من أهم القضايا التي يتحدثون عنها في هذا الزمن
هو حكم كشف الوجه [ للمرأة طبعا خخ .. ]
وأنه جائز والسبب اختلاف علماء المذاهب فيه ..
بل أن البعض يقول أن مذهب الحنابلة هو المتشدد
وغيره من المذاهب السنيّة قد أباح الكشف !
سأنقل لكم آراء الفقهاء في المذاهب الأربعة
عن هذه المسألة .. ولنرى هذا الاختلاف :
أولا : مذهب الحنفية ..
وأقوال بعض علماء المذهب :
1ـ قال الشرنيلالي في ( متن نور الإيضاح ) :
' وجميع بدن الحرّة عورة إلا وجهها وكفيها باطنهما وظاهرهما في الأصح ..'
وقد شرح هذا القول الطحطاوي : وقال :
' ومنع الشابّة من كشفه لخوف الفتنة لا لأنه عورة '
2ـ قال الشيخ داماد افندي ( مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر ) :
" وفي المنتقى : تُمنع الشابّة عن كشف وجهها لئلا يؤدي إلى الفتنة ،
وفي زماننا المنع واجب بل فرض لغلبة الفساد '
3ـ قال الشيخ محمد علاء الدين في ( الدر المنتقى في شرح الملتقى ) :
' وجميع بدن الحرة عورة إلا وجهها وكفيها وقدميها في رواية ، وكذا صوتها ،
وليس بعورة على الأشبه وإنما يؤدي إلى الفتنة ، ولذا تمنع من كشف وجهها
بين الرجال للفتنة ' .
4ـ قال العلامة ابن نحيم في ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ) :
' ودلّت المسألة على أنها لا تكشف وجهها للأجانب من غير ضرورة ' ..
وغيرها 10 أقوال مختلفة للأحناف ..
تحرم كشف الوجه حتى للمُحرمة !
ثانيا : مذهب المالكية ..
وأقوال بعض علماء المذهب :
1ـ قال الشيخ الزرقاني في ( شرح الموطأ [ كتاب الإمام مالك ] ) :
' يجوز للمرأة المحرمة ستر وجهها بقصد الستر عن أعين الناس ،
بل يجب إن علمت أو ظنت الفتنة بها ' ..
2ـ قال الشيخ الحطّاب في ( مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ) :
' واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة ، يجب عليها ستر الوجه والكفّين ' ..
3ـ قال العلامة البنّاني في حاشيته على شرح الزرقاني :
' قول الزرقاني : إلا لخوف فتنة أو قصد لذة فيحرُم النظر إليها ،
وهل يجب عليها حينئذ ستر وجهها ؟
فقال : يجب عليها على مشهور مذهبنا [ أي مذهب المالكية ] ' ..
4ـ قال ابن العربي :
' المرأة كلها عورة ، بدنها ، وصوتها ، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة ' .
5ـ قال ابن خويز منداد وهو من كبار علماء مذهب المالكي :
' إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة ، فعليها ستر ذلك ،
وإن كانت عجوزاً أو قبيحة جاز أن تكشفهما ' ..
اللي تشوف نفسها قبيحة [ تكشف ] هع !
ثالثا : مذهب الشافعية ..
وأقوال بعض علماء المذهب :
1ـ قال الإمام النووي في ( المنهج ) :
' وعورة حرّة غير وجه وكفين '
قال الشيخ سليمان الجمل في شرحه لهذه الجملة :
' غير وجه وكفّين وهذه عورتها في الصلاة ،
وعند الرجال الأجانب جميع البدن ' ..
2ـ قال شمس الدين بن الرملي :
' فيجب على المرأة ( المتوفاة ) ما يستر بدنها إلى وجهها وكفيها ، حرّة أو أمة ،
ووجوب سترهما في الحياة ليس لكونهما عورة ، بل لكون النظر إليهما
يوقف في الفتنة غالباً '
3ـ قال الزيادي في ( شرح المحرر ) :
' إن لها ثلاث عورات ، عورة الصلاة ، وهو كل بدنها سوى الوجه والكفين ،
وعورة بالنسبة لنظر الأجانب إليها ، وهي جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد ،
وعورة في الخلوة وعند المحارم ، كعورة الرجل ' ..
4ـ قال الشيخ تقي الدين الحصني ( كفاية الأخبار في حل غاية الاختصار ) :
' ويكره أن يصلي في ثوب فيه صورة وتماثيل ،
والمرأة متنقبة إلا أن تكون في مسجد وهناك أجانب لا يحترزون عن النظر ' ..
رابعا : مذهب الحنابلة ..
وأقوال بعض علماء المذهب :
1ـ قال الإمام أحمد بن حنبل :
' كل شيء منها عورة حتى الظفر ' ..
2ـ قال الشيخ يوسف المقدسي :
' ولا يجوز للرجل النظر إلى أجنبية إلا العجوز الكبيرة التي لا تشتهى مثلها ،
والصغيرة التي ليست محلاً للشهوة ، ويجب عليه صرف نظره عنها ،
ويجب عليها ستر وجهها إذا برزت ( أي خرجت ) ' ..
3ـ قال الشيخ ابن مفلح الحنبلي عن المرأة المحرمة :
' إن احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها جاز أن تسدل الثوب
فوق رأسها إلى وجهها ' ..
:: الخلاصة ::
أن الذين أباحوا الكشف .. قد أوجبوه
عند وجود الفتنة والنظر من الجنس الخشن ،
وعند وجود زينة في الوجه ..!
إذاً فهناك اتفاق من المذاهب ، على وجوب تغطية الوجه
في حضرة الرجال الأجانب !!
أما ما يخصّ الشعر : فقد اتفق العلماء على تحريم كشفه !
والله أعلم ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق