هل ستقضي عمرك
في حل المشاكل ؟
يُروى أنه في الأيام الأولى لتولي محمد الفاتح ـ رحمه الله ـ
الخلافة بعد موت أبيه ، ثارت المشاكل في وجهه ، وكان صغير السن ،
لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره !
ظن الناس أنهم يستطيعون التلاعب به ،
فبدأ الولاة في إثارة المشاكل رغبة في الاستقلال ،
فكانوا يجسّون النبض ليروا قدرة الخليفة الجديد على ضبط الأمور ،
وبدأ جيران الدولة وأعدائها في الخارج يثيرون الزوابع
ليرون إن كان قد حان الوقت ليقتطعوا بعض الأجزاء من الدولة العثمانية
ويضموها إلى بلادهم !
وبعض المشاكل أثارها ضعاف النفوس ممن يرغبون
في الحصول على عطايا ومنح السلطان وغيرها الكثير !
وكان السلطان يناقش هذه المسائل مع وزيره باستمرار ،
وفي إحدى جلسات النقاش الحامية اقترح الوزير على السلطان
أن تُرتب هذه المشاكل حسب أولويتها كي يشرع السلطان في معالجتها
واحدة تلو الأخرى !
هنا قال السلطان كلمة شديدة القوة والعجب ،
قال :
وهل سأقضي عمري كله في حل المشاكل ..
أعطوني خرائط القسطنطينية !
( الحصن الذي قهر كثير من الملوك والسلاطين ،
وبدأ بالفعل في تجهيز الأمة لهذه الغاية النبيلة ،
وتحقق الحلم
وتبخرت مشاكله الآنية
أمام تيار عزمه وهدفه الكبير ! )
ومن هذا الموقف نتعلم أن الهدف الكبير يقضي على المشكلات الصغيرة ،
والغاية النبيلة تسحق ترهات الأيام ،
والعظمة تجلب معها جيشا يأسر دناءة الهمة وصغر الطموح
ومشاكل الحياة العادية !
وهذه سنّة كونية ، فبقدر الطموح يهب الله القوة والقدرة ،
فإذا ما ارتضى المرء لنفسه أن يكون كبيرا
فسيهب الله له عزيمة الأبطال وقوة البواسل وستُسحق المصاعب
التافهة من تلقاء نفسها تحت قدم همتك العالية !
أما الغارق في السفاسف فهمته همة فأر ، يضج نومه صدى هنا
أو طرقة هناك ، وتأسره مصيدة تافهة تحوي قطعة جبن فاسدة !
( أنجز مهامك الصعبة أولاً ،
أما السهل منها فسوف يتم
من تلقاء نفسه )
تحياتي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق