الاثنين، أبريل 26، 2010

هل ستقضي حياتك في حل المشاكل ؟





هل ستقضي عمرك
في حل المشاكل ؟




يُروى أنه في الأيام الأولى لتولي محمد الفاتح ـ رحمه الله ـ
الخلافة بعد موت أبيه ، ثارت المشاكل في وجهه ، وكان صغير السن ،
لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره !

ظن الناس أنهم يستطيعون التلاعب به ،

فبدأ الولاة في إثارة المشاكل رغبة في الاستقلال ،
فكانوا يجسّون النبض ليروا قدرة الخليفة الجديد على ضبط الأمور ،

وبدأ جيران الدولة وأعدائها في الخارج يثيرون الزوابع
ليرون إن كان قد حان الوقت ليقتطعوا بعض الأجزاء من الدولة العثمانية
ويضموها إلى بلادهم !

وبعض المشاكل أثارها ضعاف النفوس ممن يرغبون
في الحصول على عطايا ومنح السلطان وغيرها الكثير !



وكان السلطان يناقش هذه المسائل مع وزيره باستمرار ،
وفي إحدى جلسات النقاش الحامية اقترح الوزير على السلطان
أن تُرتب هذه المشاكل حسب أولويتها كي يشرع السلطان في معالجتها
واحدة تلو الأخرى !



هنا قال السلطان كلمة شديدة القوة والعجب ،
قال :

وهل سأقضي عمري كله في حل المشاكل ..
أعطوني خرائط القسطنطينية !

( الحصن الذي قهر كثير من الملوك والسلاطين ،
وبدأ بالفعل في تجهيز الأمة لهذه الغاية النبيلة ،
وتحقق الحلم
وتبخرت مشاكله الآنية
أمام تيار عزمه وهدفه الكبير ! )


ومن هذا الموقف نتعلم أن الهدف الكبير يقضي على المشكلات الصغيرة ،
والغاية النبيلة تسحق ترهات الأيام ،
والعظمة تجلب معها جيشا يأسر دناءة الهمة وصغر الطموح
ومشاكل الحياة العادية !

وهذه سنّة كونية ، فبقدر الطموح يهب الله القوة والقدرة ،
فإذا ما ارتضى المرء لنفسه أن يكون كبيرا
فسيهب الله له عزيمة الأبطال وقوة البواسل وستُسحق المصاعب
التافهة من تلقاء نفسها تحت قدم همتك العالية !

أما الغارق في السفاسف فهمته همة فأر ، يضج نومه صدى هنا
أو طرقة هناك ، وتأسره مصيدة تافهة تحوي قطعة جبن فاسدة !



( أنجز مهامك الصعبة أولاً ،
أما السهل منها فسوف يتم
من تلقاء نفسه )





تحياتي !

ليست هناك تعليقات: