الأنبياء العرب ( صالح )

الأنبياء العرب


قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عندما سأله أبو ذر عن الأنبياء العرب !
قال : " منهم أربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر "





:: صــالــح ::
عليه السلام


أُرسل إلى قبيلة مشهورة يقال لهم ( ثمود )
ثمود ابن عاثر بن أرم بن سام بن نوح !

كانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك ،
" وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين "
أي قوية ومتقنة الصنع !

وكانوا يعبدون الأصنام .

فبعث الله إليهم رسوله صالح بن عبيد بن ماسح بن حادر
بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح

فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ،
وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً ،
فآمنت به طائفة منهم ، وكفر أغلبهم !





اجتمع قوم ثمود يوماً في مجلسهم ،
فجاءهم صالح يدعوهم إلى الله ويذكرهم ويحذرهم ،

فقالوا له : إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة ( ناقة )
من صفتها كيت وكيت فسنؤمن بك .

فقال : أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم
فهل تؤمنون بما جئتكم به ؟

قالوا : نعم .


.
.


فقام إلى مصلاه يدعو الله عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا ،
فأمر الله تعالى تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء
على الوجه المطلوب والصفة المطلوبة .

فلما عاينوها رأوا أمرا عظيما ومنظرا هائلا وقدرة باهرة
ودليلا قاطعا وبرهانا ساطعا ، فآمن الكثير واستمر أكثرهم في كفرهم .


فقال لهم : هذه ناقة الله لكم آية ، فاتركوها ترعى حيث شاءت ،
وترد الماء يوما وهم يردون يوماً ، وفي جوفها ولد فلا تؤذوها !

فوافقوه على ذلك ،
ولما طال عليهم هذا الحال اجتمع أمرهم واتفق رأيهم
على أن يعقروا هذه الناقة ، ليستريحوا منها ويشربوا متى شاءوا ..!

وكان الذي تولى قتلها ، رئيسهم قدار بن سالف بن جندع .
الذي قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أشقى الناس .!





وقيل أن سبب قتله للناقة ، أن امرأة اسمها عنيزة بنت غنيم بن مجلز
وكانت عجوزا كافرة ، قد عرضت له بناتها الأربع إن عقر الناقة ،
فيأخذ أيهنّ شاء !

والشخص الآخر الذي عاونه اسمه مصرع بن مهرج بن المحيا ،
وطلبت منه فعل ذلك امرأة اسمها صدوقة ابنة المحيا ذات حسب ومال
وكانت زوجة أحد من أسلم مع صالح ففارقته !

فذهب هذين الشابين إلى مجلس القوم ،
وأقنعوهم فاقتنع منهم تسعة ،

وهم المذكورون في قوله تعالى :
" وكان في المدنية تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يُصلحون " .


.
.


فانطلقوا إلى الناقة ، فلما انتهت من شربها
رماها مصرع بسهم فانتظم عظم ساقها ،
فانتفض قدار بن سالف فشد عليها بالسيف فخرّت ساقطة على الأرض !

" إذا انبعث أشقاها ، فقال لهم رسول الله : ناقة الله وسقياها ،
فكذّبوه فعقروها " .!

بعد أن انتهوا ، قالوا لصالح :
ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلن .!


فجمعوا في هذا ، كفرهم بذبح الناقة واستعجالهم للعقوبة !


.
.


كان للناقة ولد ، لما رآهم يقتلونها ،
صعد إلى أعلى الجبل ورغا ثلاث مرات !

فبكى صالح ـ عليه السلام ـ وقال :
" تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "

وأخبرهم أنهم يصبحون من غدهم صفرا ،
ثم تحمر وجوههم في الثاني ، ثم تسود في الثالث ،
فتأتيهم الصيحة في اليوم الرابع !

فلم يصدّقوه أيضا في هذا الوعد الأكيد ،
بل هموا بقتله ..!





كان ذلك يوم الأربعاء ،
لم يكونوا يعلموا أن استعجالهم للعقوبة
كان سببا في نزولها عليهم في يوم الخميس !

ففي اليوم الأول ( الخميس ) استيقظوا ووجوههم مصفرة ،
فلما أمسوا نادوا بأجمعهم : ألا قد مضى يوم من الأجل !

ثم أصبحوا يوم ( الجمعة ) ووجوههم محمرة ،
فلما أمسوا نادوا : ألا قد مضى يومان من الأجل !

ثم أصبحوا يوم ( السبت ) ووجوههم مسودة ،
فلما أمسوا نادوا : ألا قد مضى الأجل !


.
.


فلما كان صبيحة يوم الأحد ،
تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم !

فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ،
ورجفة من أسفل منهم ،
ففاضت الأرواح وزهقت النفوس وسكنت الحركات
وخشعت الأصوات ، وحقت الحقائق فأصبحوا في دارهم جاثمين ،
جثثا بلا أرواح !


" ألا إن ثمودَ كفروا ربهم ألا بعدا لثمود "


.
.


فجاء إليهم صالح ـ عليه السلام ـ
وخاطبهم وهم ميتون :

" يا قومِ لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم
ولكن لا تحبون الناصحين " .




تحياتي .!