عثمان بن عفان ( 6 )
ـ رضي الله عنه ـ
أمر عثمان بغزو أفريقيا حتى فتحها الله
إلى تونس غربا ، والسودان جنوباً ..
وأعاد فارس للحكم الإسلامي وأذربيجان !
وفي زمنه ـ رضي الله عنه ـ
بنى المسلمون أسطول بحري
والذي كان فكرة معاوية بن أبي سفيان
والذي كان قد أصرّ على عمر فأبى خوفاً من المخاطرة ،
ثم أصرّ على عثمان فوافق بشرط أن لا يُـكره أحدا على ذلك ..
فأُقيمت مصانع للسفن في مدن الشام ومصر
وبنوا الموانئ على شواطئها ..
ففتح المسلمون بعدها جزيرة قبرص
[ شمالها تابع لتركيا وجنوبها تابع لليونان حالياً ]
بعدما أصبح للمسلمين قوة بحرية
لم يجد الروم أي طعم للراحة ..
فوضعوا لهم مخطط لإحراق وتدمير الأسطول الإسلامي
وأعدّوا أسطولا ضخما يوازي أسطول المسلمين ،
بل أن إمبراطور الروم قسطنطين الثاني ابن هرقل
قرر بنفسه أن يقود المعركة ،
فما أن سمع عبد الله بن سعد بن أبي السرح عن خروجه من بلاده
أرسل إلى معاوية أن يخرج بالجيش بحراً ويلتقوا في جزيرة قبرص
وكذلك فعل عبد الله ..!
فالتقى جيشا المسلمين .. وانتظرا حتى الليل
إلى أن بات الروم يشربون الخمر ويضربون النواقيس ..
فلما أصبحوا .. قرر قسطنطين أن يقاتل
فربط سفنه بسفن المسلمين ،
فاقتحم الروم صفوف المسلمين وبدأوا بالقتال
حتى هلك الكثير ، ورجعت الدماء إلى السواحل تضربها الأمواج ،
وانهزم الروم واستولى المسلمون على سفنهم ..
كانت سفن الروم 800 سفينة
وسفن المسلمين 200 سفينة فقط !
ومع هذا سيطر المسلمون على البحر
كما سيطروا على البر !
عندما فتح أذربيجان حذيفة بن اليمان ،
كان يسمع الناس يختلفون في قراءة القرآن ..
وكل واحد يصر على أن الأفضل طريقته في القراءة
[ لأن القرآن نزل بسبعة ألسن في البداية تسهيلا على الأمة ]
فسار إلى المدينة وقال لعثمان : أنا النذير العريان فأدرك الأمّة .
فجمع عثمان الصحابة ، وأخبرهم الخبر فأعظموه
واجتمعوا على رأي ..
وهو أن يقوموا بجمع القرآن على لسان قريش
وإحراق بقية المصاحف التي كتبت بغير لسان قريش !
فكتب القرآن بنسخ كثيرة بلسان قريش
وتم إرسالها إلى جميع الولايات الإسلامية ..
وأمر عثمان بإحراق ما تبقى من القراءات الأخرى !
ففي عثمان تمثّل قوله تعالى
" إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون "
ملــكـنا هذه الدنيـــا قُــروناً .. وأخضـعـــها جدودٌ خالدونـــا
وسـطّرنا صحائف من ضياءٍ .. فما نسي الزمانُ ولا نسينا
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق