الاثنين، يناير 31، 2011

عثمان بن عفان ( 8 )







عثمان بن عفان ( 8 )
ـ رضي الله عنه ـ



في أحد الأيام كان الناس في المسجد ،
وكان من بينهم علي والزبير وطلحة وسعد ،
فخرج عثمان يمشي إليهم .. وكان خروجه الوحيد قبل أن يُقتل ..

فدخل المسجد ..
وقال : ها هنا علي ؟
قالوا : نعم .
قال : ها هنا الزبير ؟
قالوا : نعم .
قال : ها هنا طلحة ؟
قالوا : نعم .
قال : ها هنا سعد بن أبي وقاص ؟
قالوا : نعم .
قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ،
تعلمون أن رسول الله قال : " من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له "
فابتعته ، فأتيرت رسول الله فقلت : إني قد ابتعته ،
فقال : اجعله من مسجدنا وأجره لك " .
قالوا : نعم .

قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، تعلمون أن رسول الله قال :
" من يبتاع بئر رومة " ، فابتعتها ، فأتيت رسول الله فقلت : إني قد ابتعتها .
فقال : " اجعلها سقاية للمسلمين ولك أجرها "
قالوا : نعم .

قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، تعلمون أن رسول الله
نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة ، فقال " من يجهز هؤلاء
غفر الله له " فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً ؟
قالوا : اللهم نعم .

فقال : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ..

#

ثم نادى طلحة ..
فقال له عثمان : أنشدك يا طلحة ،
تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله في موضع كذا وكذا
ليس معه من أصحابه غيري وغيرك ؟
فقال : نعم ..
قال : فقال لك رسول الله " يا طلحة إنه ليس من نبي إلا ومع من أصحابه
رفيق من أمته معه في الجنة ، وإن عثمان بن عفان رفيقي في الجنة "

فقال طلحة : نعم ..

ثم انصرف عثمان إلى بيته !



حوصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ
وكان حصاره من أواخر ذي القعدة إلى يوم الجمعة 18 من ذي الحجّة
تقريبا 40 يوم !

حاصره الثوّار القادمون من مصر والكوفة والبصرة ..
وكان عثمان قد عاهد كبار الصحابة على أن لا يتقاتلوا معهم
حتى لا تحدث فتنة بين المسلمين ..

فتركه كبار الصحابة .. ووكّلوا أبناءهم بحمايته
فكان ممن يحرس بيته : الحسن والحسين ابنا علي
وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، وأبو هريرة ..

كما أرسل إليه واليه في الشام معاوية بن أبي سفيان
يستشيره في أن يرسل إليه جيشا كبيرا من الشام يقضي
على هؤلاء الثائرين ..
فرد عليه عثمان : إن أتى الجند فستضيق المدينة
بأصحاب رسول الله !

#

سمع عثمان الثوار وهم ينادون بقتله ..
فحدّث أصحابه وهم في داره ..
وقال :
إنهم ليتواعدوني بالقتل آنفاً ..
فقالوا : الله يكفيكهم يا أمير المؤمنين ..

قال : ولم يقتلونني ؟ فإني سمعت رسول الله يقول
" لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث ، رجل كفر بعد إسلام ،
أو زنى بعد إحصانه ، أو قتل نفساً بغير نفس "
فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط ،
ولا تمنيت بدلا منذ هداني الله له ،
ولا قتلت نفساً ..

فيمَ يقتلونني ؟




يتبع ..


http://img103.herosh.com/2011/01/02/845603084.gif http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



ليست هناك تعليقات: