السبت، يناير 29، 2011

عثمان بن عفان ( 7 )







عثمان بن عفان ( 7 )
ـ رضي الله عنه ـ


خريطة تبين العالم الإسلامي أيام حكم عثمان



: عام الفتنة :


في سنة خمس وثلاثين كره أهل مصر

واليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح

الذي كان قد اشتغل عنهم بحربه وفتوحاته ..


فنشأت في مصر طائفة من أبناء الصحابة يؤلبون الناس على حربه والإنكار عليه

كان منهم محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة

حتى استنفرا 600 راكب يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين ..


وصل خبرهم إلى عثمان بن عفان

فأمر علي بن أبي طالب أن يذهب ليلتقيهم ..

فلقيهم وهم بالجحفة وكانوا يعظمونه ويبالغون في أمره

لأنه ابن عم النبي ـ عليه السلام ـ

وكانوا يرون أحقيته بالخلافة !


فردهم وأنبهم وشتمهم .. فرجعوا على أنفسهم بالملامة

وقالوا : هذا الذي تحاربون الأمير بسببه وتحتجون عليه به .



وناظروه في عثمان وأخبروه ما يجدون في قلوبهم ضدّه

منها : أنه في الحمى ، وأنه أحرق المصاحف ،

وأنه أتم الصلاة

[ صلّى الظهر والعصر كاملتين في الحج ،

وكان قبل ذلك قد قصرها فاعتقد بعض الناس أنها ركعتين فقط ،

فأتمها في آخر حجة له ليعلموا أنها أربع إنما القصر رخصة فقط ]

وأنه ولّى الولايات للأحداث وترك كبار الصحابة ،

وأعطى بني أمية أكثر الناس !


فأجابهم : أما الحمى ، فإنما حماه لإبل الصدقة لتسمن

ولم يحمه لإبله ولا لغنمه وقد حماه عمر من قبله ..

وأما المصحاف ، فإنما أحرق ما وقع فيه اختلاف وأبقى

لهم المتفق عليه كما ثبت في العرضة الأخيرة ..

وأما إتمامه الصلاة في مكة ، فإنه كان قد تأهل بها

ونوى الإقامة فأتمها ..

وأما توليته الأحداث ، فلم يولّ إلا رجلا سويا عدلا ، وقد ولى رسول الله

عتاب بن أسيد على مكة وهو ابن عشرين سنة ..

وأما إيثاره قومه بني أمية ، فقد كان رسول الله يؤثر قريشا على الناس ،

ووالله لو أن مفتاح الجنة بيدي لأدخلت بني أمية إليها !



ثم عادوا من حيث أتوا ..

وعاد علي إلى عثمان بن عفان وقال له :

تكلم كلاما تسمعه الناس منك ويشهدون علك ،

ويشهد الله على ما في قلبك من النزوع والإنابة ،

فإن البلاد قد تمخضت عليك ، ولا آمن ركبا آخرين يقدمون إليك

فتقول يا علي اركب إليهم ..


فسمع عثمان ـ رضي الله عنه ـ النصيحة ..

وخرج يخطب في الناس :

أما بعد ، أيها الناس ، فوالله ما عاب من عاب شيئا أجهله

وما جئت شيئا إلا وأنا أعرفه ،

ولكن ضل رشدي فإني أستغفر الله مما فعلت وأتوب ،

فمثلي نزع وتاب ، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم ،

فو الله لأكونن كالمرقوق إن ملك صبر ،

وإن عتق شكر ، وما عن الله مذهب إلا إليه !


فرقّ الناس وبكى من بكى منهم ..

وعاد عثمان إلى بيته !


ولحق به مروان بن الحكم .. وقال له أنه جبان وخاف مما قام به بعض الناس

وأمره بقتالهم وأن بني أمية معه وسيحمونه ..

وصرخ في الناس : اخرجوا عنّا .. فإنما أردتم أن تنزعوا ملكنا من أيدينا !


وغضب علي ـ رضي الله عنه ـ من قوله مروان ..

فذهب إلى عثمان وقال له :

احذر من مروان ، ما هو بصاحب رأي

إنما يريد أن يحولك عن دينك وعقلك !



وصل خبر ما قاله مروان إلى أهل الأمصار

( مصر ـ الكوفة ـ البصرة )

أما أهل الشام فكانوا بعيدين عن هذه الفتن ،

لأنه كان واليهم الرجل العادل الشهم

معاوية بن أبي سفيان !


فتكاتبوا فيما بينهم ، وكانوا يزورون الرسائل بأسماء كبار الصحابة

كطلحة والزبير وعلي وأنهم يدعون إلى قتال عثمان ..


ففي شوال من عام 35هـ

اجتمع الأحزاب من أهل الأمصار الثلاثة 

كما اتفقوا وكان قائدهم عبد الله ابن سبأ

رأس النفاق والفتنة والبدعة ..


كان أهل مصر يرغبون في تولية علي بن أبي طالب ،

وأهل الكوفة عازمون على تولية الزبير بن العوام ،

وأهل البصرة مصممون على تولية طلحة بن عبيد الله !


وصل الجمع إلى مكان اسمه ذي خشب ومكان اسمه ذي المروة

فأتى أهل مصر إلى علي وهو في عسكر ..

فسلم عليه المصريون ،

فصاح بهم وطردهم وقال :

لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وذي خشب ملعونون على لسان محمد ،

فارجعوا لا صبحكم الله ..

فانصرفوا من عنده !


ووصل البصريون إلى طلحة الذي كان بجانب علي ، فسلموا عليه وطردهم

وقال ما قاله علي لأهل مصر !


وكذلك كان رد الزبير على أهل الكوفة !


فعادوا إلى بلدانهم ..

وعندما كان أهل مصر في طريقهم قرأوا مكتوبا مختوما

بختم عثمان بن عفان ..

يأمر بقتهلم ..


فعادوا وأرسلوا إلى أهل البصرة والكوفة !



فعادوا إلى المدينة وأخبروا علياً بذلك ..

فسأل عنه عثمان !!

فقال عثمان : والله لا كتبت ولا أمليت ولا دريت بشيء من ذلك ،

والخاتم قد يزوّر على الخاتم !!

فصدقه الصادقون

وكذّبه الكاذبون !!


كان عثمان بن عفان في هذه الأيام

يخرج ليصلي بالناس غير آبه بمن حوله من أهل الفتنة ,


وفي صلاة الجمعة ، صعد على المنبر وفي يده العصا

التي كان يعتمد عليه رسول الله وصاحبيه ..

فقام رجل منهم اسمه جهجاه وقال : قم يا نعثل ( الشيخ الأحمق )

فانزل عن هذا المنبر وأخذ العصا فكسرها ..

فدخلت شظية منها في ركبته فأصبحت جرحا يأكله الدود !!


وفي أحد الأيام خرج عثمان ..

وخطب وقال : يا هؤلاء الغرباء ، الله الله ،

فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد

فامحوا الخطأ بالصواب ، فإن الله لا يمحو السيء إلا بالحسن !


فقام محمد بن سلمة وزيد بن ثابت ـ رضي الله عنهما ـ

وقالا : لقد صدق ..


فثار الثوّار وضربوا الناس والصحابة

وضربوا عثمان حتى أغمي عليه ..

فحمله أصحابه وأدخلوه بيته ..




فلم يخرج منه أبداً ..




يتبع ..


 
http://img103.herosh.com/2011/01/02/845603084.gif http://img104.herosh.com/2011/01/02/364628712.gif 


  



ليست هناك تعليقات: